يلجأ الكثير من الاشخاص الى تبني المشاريع الصغيرة لتحسين دخلهم، حيث تتميز الـمشاريع الصغيرة” بقدرة الشخص على النجاح بها نظراً لرخص تكلفتها وقدرة فرد واحد على الإدارة والعمل بها، بلاضافة الى ان خسائرها تكون بسيطة وغير مؤلمة في حالة ما لم ينجح المشروع، بخلاف المشاريع الكبيرة التي تسبب ضررا للمساهمين حال الافلاس.
ومن البلدان التي انتشرت فيها المشاريع الصغيرة هي سوريا، بسبب الظروف التي تعيشها البلد، وشهدت الساحة السورية الكثير من المشاريع الصغيرة الناجحة، كما اضطر السوريون للعمل الخاص نظراً لتدني أجور العمال وخسارة الوظائف التي عمل النظام السوري على ابتزاز المواطنين من خلالها.
مزارع سوري ينجح في زراعة الديدان
وقد نجح المزارع السوري حسان خليفة، في انشاء أول مزرعة لدودة الأرض في سوريا، ويعتبر المشروع هو أول مشروع مدر للأرباح وبتكلفة منخفضة من خلال إنتاج السماد العضوي “فيرمي كومبوست Ver mi composting”،وبكميات اقتصادية تغني عن الأسمدة الكيميائية المضرة للتربة ولصحة الإنسان في آنٍ معاً.
وصرح خليفة قائلا انه تم البدء في تربية دودة الأرض في عام 2007 في قرية المليحة بمحافظة درعا (جنوب سوريا)، وكانت بداية ناجحة وبدأت بإنتاج وبيع السماد وتوزيع كميات منه مجاناً للأصدقاء، وبعد ذلك توقف المشروع، باندلاع الحرب”، وتابع “خرجت من قريتي متوجهاً إلى دمشق، وفي عام 2017 بدأت ثانيةً بتربية دودة الأرض بكمية قليلة من الشرانق في غوطة دمشق الشرقية.
مشروع تربية دودة الأرض
واضاف انه بعدما تكاثرت الشرانق فقد وصل إنتاج المشروع أسبوعياً إلى 4 أطنان من السماد العضوي (فيرمي كومبوست)، علماً أن سعر الطن عالمياً يصل إلى 1000 دولار، لكن في سوريا هو أقل من ذلك بقليل إذ يباع الكيلو بـ(800) ليرة سورية”، كما أكد خليفة أن “ضرر الأسمدة الكيميائية أكبر من نفعها، فرغم أنها تعطي إنتاجاً جيداً في السنة الأولى والثانية والثالثة لكنها في السنة الرابعة، لن تكون مفيدة لأن التربة ومع مرور الوقت ستكون بحاجة إلى كميات أكبر من السماد، إلى الحد الذي يضر بالتربة وبالمزروعات، وبالتالي بحجم وجودة الإنتاج الزراعي”.
وعندما تأكل الدودة كل مادة متحللة فانها تمر على معدتها وتعيدها إلى عناصرها الأولية، كما تضيف إليها أنزيمات وأحماض أمينية وتخرج من معدتها مادة (كاستينغ Castings)، ويمكنها أن تعطي كل أسبوع من شرنقة إلى شرنقتين وكل شرنقة يمكن أن تعطي 20 دودة”، كما يمكن أن تتضاعف أعداد الديدان الى 60 ضعفاً، فالكيلوغرام يصبح 60 كيلوغرام، وبالتالي يمكن أن يتضاعف دخل المشروع باستمرار، فإنتاج سماد (الفيرمي كومبوست) يتناسب مع كتلة الديدان الموجودة، فإذا أعطيت الدودة الظروف المثالية من درجة حرارة ورطوبة وغيرها من الشروط”.