يبحث الكثير عن إجابة سؤال لماذا سميت صلاة الضحى بصلاة الأوابين؟، وهذا من أسرار هذه الوصية النبوية الشريفة والنافلة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والذي دعانا على الاهتمام بصلاة الضحى وضرورة الاستفدة من فضلها للحصول بثوابها العظيم، مما يثير التساؤل عن سبب تسمية صلاة الضحى بصلاة الأوابين؟، لعل به نستنتج منه فضل لم نعرفه عن صلاة الضحى، التي تعتبر من النّوافل التي حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- على مداومتها، بل ودعا عليها الصّحابة –رضوان الله تعالى عنهم-، وربما لا يعرف عدة أشياء عن صلاة الضحى ومنها لماذا سميت صلاة الضحى بصلاة الأوابين؟.
لماذا سميت صلاة الضحى بصلاة الأوابين
وذكر في مسألة لماذا سميت صلاة الضحى بصلاة الأوابين؟ أن سبب التسمية بالأوابين وأسمائها الأخرى سُمِّيت صلاة الضحى بصلاة الأوابين كما ذكر في الحديث: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)، فلا يحافظ عليها إلَّا مسلمٌ أوَّاب، والأوَّاب هو المسلم كثير التَّوبة المستغفر المسبِّح العائد إلى الله -تعالى- طائعاً مهما زادت وتكررت ذنوبه، والذي يذكر ذنوبه في خلوته مع الله -تعالى-، يستغفر الله عليها.
أسماء صلاة الأوابين
كما ورد أن من أسماء صلاة الضحى أنها تسمى بصلاة الأوابين، وأيضًا صلاة الشروق أو الإشراق: واسمها مشتقٌ من وقتها، وهو وقت الشروف، وكذلك صلاة الضحى: وهي مشتقة من فعل أضحى، أي يشير إلى وقت الضُّحى، أي وقت ارتفاع الشَّمس أول نهار اليوم.
الفرق بين صلاة الضحى وصلاة الأوابين
ومن جانبه، صرح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن صلاة الأوابين هي صلاة الضحى، وقد قيل إن صلاة الأوابين تكون بين المغرب والعشاء، وأكثر الفقهاء يقولون أن صلاة الضحى هي صلاة الإشراق التي يتم صلاتها بعد طلوع الشمس مباشرة بعد انتهاء وقت الكراهة بعد صلاة الصبح، والتي ذكر فضلها النبي -صلى الله عليه وسلم-: « من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة » [رواه الترمذي].
بالإضافة إلى ذلك، ورد عن صلاة الأوابين وأنها صلاة الضحى؛ ما جاء في إطلاقها على صلاة الضحى من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ» ( أخرجه مسلم)، موضحًا أن الفصال: أولاد الناقة، ورمضت الفصال: أي حين تصيبها الرمضاء فتحرق أخفافها؛ لشدة الحر، فإن الضحى إذا ارتفع في الصيف يشتد الحر فتحترق أخفافها.
و استدل بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد” (أخرجه البخاري ، ومسلم)، وفي رواية: “وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين ” ( مسند أحمد). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أَوَّاب قال: وهي صلاة الأوابين” (رواه الحاكم).
وأوضح أنه ورد ما يشير إلى أنها تطلق على النفل الذي يفعل بعد المغرب؛ من ذلك: ما رواه محمد بن المنكدر مرسلًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى ما بين المغرب إلى صلاة العشاء فإنها صلاة الأوابين » وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «صلاة الأوابين ما بين أن يلتفت أهل المغرب إلى أن يثوب إلى العشاء» ( رواه ابن أبي شيبة)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ” صلاة الأوابين : الخلوة التي بين المغرب والعشاء حتى يثوب الناس إلى الصلاة” (رواه ابن المبارك في الزهد ).، وعن أبي عقيل زهرة بن معبد قال: “سمعت ابن المنكدر وأبا حازم يقولان: تتجافي جنوبهم عن المضاجع: هي ما بين المغرب وصلاة العشاء، صلاة الأوابين” (رواه البيهقي).