مليئة بكنوز من الذهب صدمت العلماء.. العثور على مدينة كانوب الغارقة في مياه الإسكندرية

تعتبر مصر مهد الحضارات، وما زالت تخبئ في باطنها كنوزا تاريخية لا تُحصى، وفي اكتشاف جديد يضيف إلى غنى تاريخنا العريق، كشف علماء الآثار عن وجود مدن مصرية غارقة تحت مياه البحر المتوسط، هذا الاكتشاف يؤكد مجددا دور مصر المحوري في صون الحضارة الإنسانية وحفظ تراثها الأصيل.

لطالما لعبت الصدفة دورا مهما في اكتشاف الآثار الغارقة، حيث عثر العديد من الصيادين والغطاسين على قطع أثرية قيمة أثناء ممارسة أنشطتهم، ويعود هذا الاهتمام بالبحث عن الآثار الغارقة إلى عصور قديمة، حيث كان المصريون والبابليون وغيرهم مهتمين باستكشاف ماضيهم وحضارتهم.

العثور على مدينة غارقة بالإسكندرية

أكد الدكتور إيهاب فهمي، مدير إدارة البحر الأحمر لإدارة الآثار الغارقة، هذه الحقيقة، مشيرا إلى وقوع أحد أبرز الأمثلة على المدن المصرية الغارقة في منطقة أبو قير، وهي مدينة كانوب.

ولفت «فهمي»، إلى أن هذه المدينة كانت تقع على بعد حوالي 22.2 كيلومتر من فرع النيل المندثر، المعروف بالفرع الكانوبي، وتحديدا على بعد نحو 2 كيلومتر غرب ساحل أبو قير والإسكندرية، وعلى عمق يتراوح بين 4 و5 أمتار تحت سطح الماء.

مدينة كانوب الغارقة

أوضح مدير إدارة البحر الأحمر لإدارة الآثار الغارقة، أن مدينة كانوب الغارقة تم اكتشافها قبل حوالي 2500 عام، وتحتوي هذه المدينة الغارقة على كنوز أثرية هائلة، تعود إلى عصور ما قبل الميلاد، مثل بقايا معابد المدينة، وأجزاء من تماثيل أبو الهول، وقطع حجرية، وأواني فخارية، وأعمدة.

وتعتبر مدينة كانوب موقعا تاريخيا بالغ الأهمية، نظرا لدورها التجاري الكبير في الماضي، حيث كانت تقع على فرع النيل الكانوبي.

وأضاف أن مدينة كانوب، المعروفة أيضا باسم كانوبوس باليونانية واللاتينية، كانت ميناء تجاريا رئيسيا في مصر قبل تأسيس مدينة الإسكندرية، حيث كانت تتنافس مع مدينتي هيراكليون ونقراطيس في هذا الدور.

أهمية مدينة كانوب التاريخية

استفادت مدينة كانوب من موقعها الجغرافي المتميز على فرع النيل الأكبر، مما سمح للسفن القادمة من البحر المتوسط بالوصول إلى العاصمة منف بسهولة، واستمر الوضع على هذا النحو حتى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد بعد دخول الإسكندر المقدوني مصر وتأسيس مدينة الإسكندرية، عندما أمر كليومنيس مؤسس وحاكم المدينة بتحويل مسار جميع السفن وتغيير طرقها الملاحية صوب العاصمة الجديدة، لكن بعد تأسيس الإسكندرية وتوجيه التجارة إليها، بدأت مدينة كانوب تفقد أهميتها تدريجيا.

كشف «فهمي» عن اكتشاف العديد من المعابد والهياكل داخل مدينة كانوب الغارقة، أبرزها معبد للإله سيرابيس، كان هذا المعبد مركزا دينيا مهما يجتمع فيه الكهنة، ويقصده الناس للاستشفاء، كما تم العثور على رأسين لتمثال الإله سيرابيس من الرخام الأبيض، بالإضافة إلى رأس تمثال للإسكندر الأكبر.

وتعتبر هذه القطع الأثرية من أهم اكتشافات المدينة، وهي محفوظة حاليا في متحف مكتبة الإسكندرية والمتحف اليوناني الروماني.

اكتشافات مذهلة بمدينة كانوب الغارقة

أشار مدير الآثار الغارقة، إلى أن أعمال المسح الأثري المستمرة في موقع مدينة كانوب الغارقة، تكشف عن المزيد من الأسرار.

وأكد العثور على بقايا أبنية، وأعمدة، وأجزاء من تماثيل أبو الهول، ورؤوس تماثيل تعود إلى عصور مختلفة، وأواني فخارية، وقطع ذهبية، وعملات معدنية من عصور مختلفة، كما تم اكتشاف امتداد جديد للمدينة باتجاه الجنوب، مما يشير إلى أن مدينة كانوب كانت أكبر وأكثر أهمية مما كان يعتقد سابقا.

وكشف عن العثور على مجموعة متنوعة من التماثيل ترجع إلى عصور مختلفة، كما تم اكتشاف كميات كبيرة من الأواني الفخارية والتحف الذهبية والعملات المعدنية التي تعود إلى الحقب اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، وهذه الاكتشافات الغنية تشير إلى أن مدينة كانوب كانت مركزا حضاريا مهما امتد تاريخه لعدة قرون.