شهدت الأيام القليلة الماضية اهتماما بالغا من المواطنين حول تفاصيل التحول المقترح إلى نظام الدعم النقدي، فبعد الإعلان عن هذا التوجه، تساءل الكثيرون عن كيفية تطبيق هذا النظام الجديد، والفئات المستحقة للدعم، والقيمة المالية التي سيتم تقديمها، وكيف سيساهم ذلك في تحسين مستوى معيشتهم.
وأكد النائب فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، والاقتصادي البارز السابق في صندوق النقد الدولي، أهمية الدعم في الحفاظ على الاستقرار الشامل للبلاد، سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الأمني.
298 مليار جنيه قيمة الدعم في الموازنة الجديدة
أضاف «الفقي» أن مفهوم الدعم في جميع أنحاء العالم، يعتمد على تقديم المساعدات دون مقابل، حيث لا يُطلب من المستفيدين تقديم أي عوائد اقتصادية تعود بالنفع على الناتج المحلي الإجمالي.
وشدد على أن الدعم يساهم بشكل كبير في الحفاظ على الاستقرار الشامل للبلاد، سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي.
وأشار إلى وجود تسربات في منظومة الدعم، ما يؤدي إلى هدر مالي كبير يقدر بمليارات الجنيهات سنويا، مؤكدا أن بند الدعم السلعي وحده، يمثل عبئا على الموازنة العامة للدولة يقدر بنحو 298 مليار جنيه.
وكان قال في لقاء تليفزيوني سابق، إن موازنة العام الحالي تخصص مبلغا ضخما قدره 98 مليار جنيه لدعم الخبز.
التحول إلى الدعم النقدي
حول التحول إلى نظام الدعم النقدي بدلا من الدعم العيني، أكد «الفقي» أن هذا الموضوع محل نقاش مكثف ضمن الحوار الوطني.
وأوضح أن المقترح الحالي يقضي بمنح الأسرة المكونة من 4 أفراد مبلغ 800 جنيه شهريا، أي ما يعادل 200 جنيه للفرد، مضيفا أن الآثار المترتبة على هذا التحول، مثل تأثيره على معدل التضخم، ستكون محل دراسة وتقييم دقيقين.
كم نصيب الفرد من الدعم النقدي؟
بينما أكد فخري الفقي في تصريحات تلفزيونية مؤخرا، أن نظام الدعم النقدي سيكون له دور فعال في الحد من التهريب والفساد الذي يعاني منه نظام الدعم الحالي، مشيرا إلى أن المقترح الحالي يقضي بمنح كل فرد مبلغ 175 جنيها شهريا، وبالتالي تحصل الأسرة المكونة من أربعة أفراد على 700 جنيه شهريا.
وأوضح أن أي قرار نهائي بشأن تطبيق نظام الدعم النقدي، سيتم اتخاذه بعد إجراء مناقشات مستفيضة مع مختلف الجهات المعنية والخبراء، خلال جلسات الحوار الوطني.
نظام الدعم النقدي المقترح
كرر «الفقي» تأكيده على أن الدعم، سواء كان عينيا أو نقديا، يهدف إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، مشيرا إلى أن نظام الدعم الحالي يعاني من مشكلة التسرب، ما يؤدي إلى هدر كبير في الموارد العامة، حيث يقدر حجم التسرب بنحو 30%.
ولفت إلى أن نظام الدعم النقدي المقترح، يهدف إلى الحد من مشكلة التسرب التي تعاني منها المنظومة الحالية، حيث سيحصل كل مواطن على مبلغ محدد بشكل شهري، يشمل قيمة رغيف الخبز والسلع التموينية.
موعد التحول إلى الدعم النقدي
أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، نية الحكومة الانتقال التدريجي من نظام دعم السلع الأساسية الحالي إلى نظام دعم نقدي مباشر للأسر الأكثر احتياجا، وذلك بدءا من السنة المالية المقبلة.
ويشمل نظام الدعم السلعي الحالي في مصر أكثر من 60 مليون مواطن، حيث يتم توفير سلع غذائية أساسية بأسعار مخفضة من خلال منافذ التموين الحكومية، كما يستفيد ملايين آخرون من دعم الخبز المدعم.
وأعرب رئيس الوزراء، عن أمله في أن يتم البدء في تطبيق المرحلة الأولى من التحول إلى نظام الدعم النقدي في السنة المالية المقبلة، مشددا على أهمية التوافق الوطني حول هذه الخطوة، ضمن إطار الحوار الوطني الجاري.