على مرّ العصور، ظل بناء الأهرامات المصرية واحدًا من أبرز وأعظم الأسرار التاريخية، حيث أثار تساؤلات عديدة حول كيفية تمكن المصريين القدماء من تشييد هذه الصروح الضخمة كيف استطاعوا حمل الحجارة العملاقة، ووضعها في صفوف متساوية وببراعة ودقة، رغم مرور آلاف السنين؟ كيف بقيت هذه الأهرامات شامخة رغم التغيرات المناخية وعوامل التعرية؟
اللغز السحرى لبناء الأهرامات المصرية
مع مرور الزمن، ظهرت شائعات حول وجود قوى خارقة أو تدخل كائنات فضائية في بناء الأهرامات، مما زاد من غموض هذه المعالم العريقة ومن بين التساؤلات الحديثة، تداول بعض الرواد منشورات تشكك في قدرة المصريين القدماء على نقل كتل الحجر التي تزن حوالي 2.5 طن، وهو ما رد عليه الدكتور عماد مهدي، أخصائي الآثار المصرية القديمة وعضو اتحاد الأثريين المصريين.
تفسير بناء الأهرامات
رد الدكتور عماد مهدي على المشككين، مؤكدًا أن بناء الأهرامات هو دليل على براعة وقوة المصريين القدماء كما أشار إلى أن هذه الحضارة تميزت بالذكاء والحرفية العالية وقد تم توثيق سر بناء هرم خوفو الأكبر في حوالي 40 بردية قديمة اكتشفت مؤخرًا.
أهم الاكتشافات
تشير إحدى البرديات، التي تعود لأحد كبار الموظفين المدعو “مرر”، إلى كيفية نقل كتل الحجر الجيري التي تزن 2.5 طن لمسافات تصل إلى 500 ميل، بالإضافة إلى كتل الجرانيت المستخرجة من أسوان لبناء مقبرة الفرعون خوفو في عام 2600 قبل الميلاد وقد تم نقل هذه الكتل من محاجر طرة على الضفة الشرقية لنهر النيل باستخدام قنوات مائية.
تقنيات النقل والبناء
استخدم المصريون القدماء الزلاجات الخشبية لنقل الحجارة. وكانت هناك زلاجات أخرى تشبه الجسور لتسهيل وضع الحجارة بدقة وقد تم اكتشاف هذه الأساليب في عام 2013 بوادي الجرف، كما وُجدت برديات أخرى توضح الأدوات المستخدمة في تقطيع وصقل الحجارة، والتي تُعرض حاليًا في متحف تورينو.
سر تمثال الملك خوفو
وعن سبب وجود تمثال واحد فقط للملك خوفو، أكد الدكتور مهدي أن هذا التمثال أنتجت في فترة لاحقة، تحديدًا في عهد الدولة الحديثة وكان الملك خوفو قد فرض حظرًا على صنع تماثيل له وللنبلاء في عصره، مما يفسر قلة التماثيل المنسوبة إليه.