الأهرامات المصرية، وعلى رأسها الهرم الأكبر في الجيزة، كانت ولا تزال مصدرًا للدهشة والإعجاب العالميين و إلا أن هناك بعض المزاعم التي أثيرت مؤخرًا حول استخدام المصريين القدماء الأهرامات كأداة للسفر عبر الزمن و هذه الادعاءات لفتت الانتباه، وتطلبت ردًا من المختصين، خاصة بعد نشر تقارير تشير إلى اكتشاف فراغات غامضة داخل الأهرامات.
تعليق د. زاهي حواس على مزاعم السفر عبر الزمن
الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق وأحد أبرز علماء الآثار المصريين، تطرق إلى هذه المزاعم في مداخلة هاتفية على قناة “الحدث اليوم” وأوضح بشكل قاطع أن فكرة استخدام الأهرامات للسفر عبر الزمن هي مجرد خرافة، ولا تستند إلى أي أدلة علمية وأكد أن ما يُقال عن الأهرامات في هذا السياق يعد من “الخيالات”، التي يتم تداولها في بعض التقارير والإعلام بهدف الإثارة وليس العلم.
فراغات غامضة داخل الأهرامات
فيما يتعلق بالاكتشافات الحديثة داخل الأهرامات، أشار الدكتور حواس إلى أن عدة بعثات أثرية استخدمت تقنيات حديثة مثل أجهزة المسح المتطورة، التي تعتمد على جسيمات الميون (muons) لرصد الفراغات الموجودة في البناء الحجري الضخم للأهرامات وهذه التقنية مكنتهم من اكتشاف عدة فراغات داخل الهرم الأكبر، دون الحاجة إلى الحفر أو التنقيب المباشر، وهو ما يعتبر إنجازًا مهمًا في دراسة الهيكل الداخلي للأهرامات.
تفسير د. حواس لطبيعة الفراغات
حاول الدكتور حواس تقديم تفسير منطقي لهذه الفراغات، مشيرًا إلى أن بعضها قد يكون مرتبطًا بحجرة دفن الملك خوفو التي لم تُكتشف بالكامل حتى الآن فالمصريين القدماء كانوا يبدعون في تصميم مقابرهم بحيث تحتوي على غرف خفية وممرات سرية لحماية المومياوات من اللصوص.
الدراسات العلمية والبحث عن “ثقب زمني”
بعض العلماء، لا سيما من اليابان وفرنسا، أجروا دراسات طويلة على الهرم الأكبر للبحث عن أدلة على وجود فراغات غير مكتشفة سابقًا. في دراسة استمرت عامين، تم الكشف عن وجود فراغين غامضين، أحدهما كبير والآخر صغير ومع ذلك، فإن طبيعة هذه الفراغات لا تزال غير واضحة، إذ لا يمكن الوصول إليهما من خلال الممرات المعروفة داخل الهرم.
على الرغم من أن هذه الفراغات أثارت الفضول، إلا أن الربط بينها وبين “السفر عبر الزمن” يعد أمرًا غير علمي الأدلة تشير إلى أن هذه الفراغات قد تكون جزءًا من الهندسة المعمارية المعقدة التي اعتمدها المصريون القدماء لأغراض متعلقة بالتخزين أو تصميم هيكلي دقيق.