تتوالى الاكتشافات الأثرية في مصر منذ الأيام الأولى في العام الجديد 2024، وقبل أيام قليلة نجحت البعثة الأثرية المصري الألمانية المشتركة، بين جامعتي سوهاج وبرلين العاملة في محافظة أسيوط بصعيد مصر، حيث تمكن فريق العمل من الوصول إلى اكتشاف أثري هام، وقد ثمن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، الجهود التي تبذل من قبل البعثات الأثرية المصرية، في الكشف عن المزيد من أسرار التاريخ المصري، مؤكدًا على أن الوزارة ستقدم كل الدعم لهذه البعثات، بما يساهم في انجاز تلك الأعمال بالشكل الأمثل، ونوضح في السطور التالية تفاصيل الاكتشاف الأثري الكبير في صعيد مصر، وموضوعات أخرى ذات صلة.
اكتشاف أثري كبير بصعيد مصر
تمكنت البعثة المصرية الألمانية، أثناء عملية التنظيف الأثري، التي كانت تقوم بها البعثة داخل مقبرة، من أكبر المقابر الغير ملكية في مصر في ذلك الوقت، حجرة الدفن الخاصة بسيدة تدعى «إيدي»، وهي الأبنة الوحيدة لحاكم إقليم أسيوط، خلال عصر الملك «سنوسرت الأول»، والمعروف باسم «جفاي-حابي»، ما يشير إلى أنه كان من أهم حكام الأقاليم في مصر القديمة، وقد قال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، خلال بيانًا رسميًا: «أثناء قيام البعثة بتنظيف البئر المتبقي من مقبرة جفاي-حابي، تم العثور على حجرة الدفن الخاصة بإبنته، على عمق ما يقرب من 15 مترًا ناحية الشمال، بداخلها تابوتان، أحدهما بداخل الآخر، منقوشة بالكامل من الداخل والخارج، بنصوص تحكي رحلة الوصول للعالم الآخر».
اللصوص مزقوا المومياء
وتابع الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار حديثه، مشيرًا إلى أن طول التابوت الصغير يبلغ 2.30 مترًا، فيما يبلغ طول التابوت الكبير 2.62 مترًا، مؤكدًا أنهما من أروع التوابيت التي تم العثور عليها، كما تمكنت البعثة من العثور على غطاء التابوت الصغير وصندوق الأواني الكانونية والتماثيل الخشبية، موضحًا أن لصوص العصور القديمة، كانوا قد تمكنوا من الوصول إلى حجرة الدفن، وقاموا بتمزيق مومياء السيدة، وتحطيم الأواني الكانونية الخاصة بها، مضيفًا أن الفحص المبدئي لجمجمة السيدة وما تبقى من عظامها، أثبت أنها توفيت في سن صغيرة، قبل 40 سنة من عمرها، كما أنها كانت تعاني من عيب خلقي بالقدم، مختتمًا بيانه بقوله: «أعمال التنظيف ستستمر، وكذلك فحص العظام، للكشف عن المزيد من المعلومات عن حاكم أقليم أسيوط وابنته، وكذلك الحقبة التاريخية التي عاشا فيها».