تعد حرب أكتوبر 1973 علامة فارقة في التاريخ العسكري المصري حيث شاركت فيها جميع التشكيلات القتالية وكان لقوات الصاعقة دورٌ بارز في تحقيق النصر إذ تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في حين استعاد المصريون أرض سيناء وكرامتهم.
التخطيط والإعداد
قبل الحرب كانت الخطط المبدئية لقوات الصاعقة تركز على الدفاع لكن مع مرور الوقت تطورت تلك الخطط لتصبح أكثر شمولاً وفاعلية ففي عام 1972 تم وضع خطة استراتيجية متكاملة لاستغلال قدرات الصاعقة في الهجوم مع الأخذ في الاعتبار تحركات العدو وتحديد الأعداد المطلوبة من القوات للتعامل معها.
دور الصاعقة في خطة الخداع
استفادت قوات الصاعقة من خطة خداع عسكرية حيث تم تنفيذ عمليات استطلاع في وادي سلم والزعفرانة لتضليل العدو الذي ظن أن هذه التحركات مجرد تدريبات عسكرية هذا التكتيك ساهم في خلق حالة من الهدوء الزائف لدى الإسرائيليين قبل الهجوم الفعلي.
بطولات الصاعقة خلال المعركة
عندما انطلقت عمليات العبور في السادس من أكتوبر كانت قوات الصاعقة جاهزة للتصدي للاحتياطيات القريبة للعدو وقد انقسمت القوات إلى مجموعات مختلفة مثل المجموعة 127 والمجموعة 129 التي لعبت دورًا رئيسيًا في تعطيل خطط العدو على سبيل المثال تمكنت المجموعة 129 من تدمير 28 دبابة و12 عربة مجنزرة في الساعات الأولى من الحرب.
واحدة من أبرز البطولات كانت للمجموعة 127 التي حاصرت نقطة حصينة في بورتوفيق مما أدى إلى استسلام 37 جنديًا إسرائيليًا والاستيلاء على دباباتهم وأسلحتهم.
إنجازات غير مسبوقة
استطاعت إحدى مجموعات الصاعقة بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي التصدي لقوات شارون ومنعه من دخول الإسماعيلية مما أظهر القدرة الفائقة لقوات الصاعقة على التعامل مع الموقف بشكل فعال وقد تم تسجيل اتصال لشارون يوم 22 أكتوبر يطلب المساعدة بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها من جراء الاشتباكات.
تأثير الحرب على التوازن الإقليمي
حرب أكتوبر لم تكن مجرد انتصار عسكري بل كانت تحولًا في موازين القوى في المنطقة إذ ساهمت في تعزيز الروح الوطنية المصرية وأكدت على قدرة الشعب المصري على الانتفاض من أجل حقوقه واستعادة أرضه.
إن إنجازات قوات الصاعقة في حرب أكتوبر ستظل محفورة في ذاكرة الوطن كدليل على الشجاعة والبطولة والتضحية ومن خلال هذه الملاحم استعاد المصريون كرامتهم أمام العالم ليبقى نصر أكتوبر درسًا في العزيمة والتحدي.