أزمة سد النهضة من أكبر أزمات هذا العصر بالنسبة لمصر والمصريين وملفها يتطور بشكل كبير حيث أن منسوب النيلين في دولة السودان قد شهد ازديادا، وهذا يأتي بالتوازي مع قيام الدولة الأثيوبية بفتح البوابات الخاصة بـ مفيض السد وهذه التطور الذي حدث في ملف سد النهضة يشير إلى ضرورة إيجاد اتفاق يحافظ على حق كل من جمهورية مصر العربية والسودان واثيوبيا في مياه النيل.
أزمة مياه النيل
إن زيادة منسوب النيلين في دولة السودان مع استكمال إثيوبيا في فتح البوابات الخاصة بالسد يشير إلى أن هذه الأزمة تتفاقم وأن أضرارها على الغذاء والماء بالنسبة لمصر والسودان يزداد فمثلًا دولة السودان لديها مشاكل في المياه بالأساس وأضاف إليها سد النهضة مشكلة إمكانية حدوث فيضان والذي من الممكن أن يبتلع الرقعة المزروعة وهذا سيؤدي إلى تجويع عدد مهول من الشعب السوداني، وهذا ما يلقي الضوء على ضرورة إيجاد حل يرضي جميع الأطراف كما يلزم تحقيق إجراء مشترك لتقوم الدول الثلاثة بإدارة المياه، وذلك لحفظ السلام والأمن في المنطقة.
ارتفاع منسوب النيلين
قال عباس شراقي وهو خبير جيولوجي وأستاذ في جامعة القاهرة بأن منسوب النيلين في ازدياد في دولة السودان وهذا بالتوازي مع استكمال أثيوبيا في فتحها لبوابات مفيض السد كما قال الكثير من التطورات التي يشهدها السد وفيما يلي نعرض لكم أبرز تصريحات الدكتور عباس شراقي عن سد النهضة:
- أثيوبيا مستمرة في فتح بوابات مفيض السد لتسمح بتدفق الفيضان وذلك بمعدل ما يقرب من ثلاثمائة مليون م3/ يوم تنقص رويدا رويدا في آخر الشهر إلى مائة وعشرين مليون م3/ يوم ويستمر النيل الأزرق في ازدياد منسوبه في السودان وهذا بالتوازي مع حدوث ارتفاع في فيضان النيل الأبيض وذلك بعد أن فتحت أثيوبيا البوابات الخاصة بمفيض سد النهضة في الخامس من شهر سبتمبر بأيام ليست كثيرة وذلك بسبب ازدياد في منسوب النيل الأساسي في عاصمة السودان مع استكمال تدفق الماء من السدود التابعة للسودان وذلك نحو السد العالي المصري.
- سد النهضة مخزونه لم يتغير إلى يوم الثلاثين من شهر سبتمبر عام 2024 وذلك من لحظة القيام بفتح البوابات الخاصة بالمفيض يوم 2024/9/5 وذلك عند ما يقرب من ستين مليار م3، ومنسوب ما يقارب من ستمائة وثمانية وثلاثين متر فوق مستوى البحر.
الزلازل وسد النهضة
في هذا الصدد قال هشام العسكري استاذ الاستشعار من بعد أن هناك معضلة ضخمة تسبب فيها سد النهضة وهذا بعد حدوث زلزال للمرة الرابعة والذي حدث في الثلاثين من شهر سبتمبر لعام 2024 وبالتحديد في الساعة السادسة إلا ستة عشر دقيقة صباحا حسب توقيت مصر وكانت قوة الزلزال هي 4.5 درجة بحسب مقياس ريختر بعمق عشرة كيلو متر، وهو يبتعد عن شرق السد بمقدار ستمائة كيلو متر ويبعد عن عاصمة أثيوبيا بمقدار مائة وخمسين كيلومتر وفي السابع والعشرين من شهر سبتمبر لعام 2023 حدث زلزال قوته 4.9 درجة وتلاه زلزال بحوالي ثمانية ساعات حدث في الثالثة وثلث مساء بتوقيت عاصمة مصر وقوته هي 4.5 درجة بعمق عشرة كيلومتر وذلك في ذات المنطقة التي وقع فيها الزلزال الرئيسي وبعدها حدث زلزال للمرة الثالثة قوته أربعة فاصل ستة درجة بعمق عشرة كيلومتر وقد وقع في الساعة الثالثة إلا ربع في الصباح حسب توقيت عاصمة مصر في تاريخ الثامن والعشرين من شهر سبتمبر في هذا العام، وصرح الاستاذ هشام عسكر بأن أثيوبيا تحتل المرتبة الأولى في قارة أفريقيا من حيث وقوع الزلازل والبراكين ولهذا من المرجح أن يحدث بها زلزال، وما تم تسجيله من زلازل قد وقعت في أثيوبيا يشير إلى وقع المزيد من الزلزال والتي قوتها أكبر من الزلازل السابقة، وقال أن تكرر حدوث الزلازل بكثرة في فترات زمنية متقاربة وزيادة قوة كل زلزال عن الآخر هو مؤشر بأن هناك زلازل أخرى أكبر بكثير وهذا ما سيعود بالسلب على البحيرة الخاصة بسد النهضة وسوف يحدث خطرا على دولة السودان إن أنهار السد لأنه لن يتحمل كميات ضخمة تأتي فجأة.
خطر سد النهضة وضرورة حله
صرح عباس شراقي بأن حدوث الزلازل التي قد تؤدي لانهيار سد النهضة لن يغنينا عن وجوب السير نحو التنسيق والشراكة بين كل من مصر وأثيوبيا والسودان، وهذا لأنه من المرجح جدا حدوث زلازل أخرى قريبا في اثيوبيا وبالتحديد في منطقة السد وذلك بعد أن اكملت اثيوبيا ملئه بما يقارب من ستين مليار م3.