القرآن الكريم هو أعظم المعجزات التي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان هذا الكتاب المبارك وسيلة هداية للبشرية، وقد جاء ليواجه الشرك والمشركين ببلاغته وروعة معانيه، ويضم القرآن 114 سورة، وكلها تبدأ بالبسملة ما عدا سورة واحدة وهي سورة التوبة نقدمها لكم عبر موقعنا الزهراء.
لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة
في هذا المقال، سنستعرض السبب وراء عدم بدء سورة التوبة بالبسملة وما يحمله ذلك من دلالات.
عدم افتتاح سورة التوبة بالبسملة
عندما نبدأ قراءة سورة التوبة نجد أنها تستهل بآية “براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين”، هذا الافتتاح يختلف تماما عن باقي السور التي تفتتح بالبسملة، وعدم ذكر البسملة في هذه السورة يعود إلى عدة أسباب ذكرها العلماء.
ارتباطها بسورة الأنفال
ذهب جمهور العلماء والفقهاء إلى أن سورة التوبة تعتبر تكملة لسورة الأنفال، حيث تشترك السورتان في العديد من المواضيع والأحكام، وبالتالي، جاء عدم الفصل بينهما بالبسملة كتعبير عن ترابط المحتوى والأهداف، مما يجعل القارئ يدرك أن السورتين تشكلان وحدة موضوعية واحدة.
دلالة الآيات في السياق
الآية التي تبدأ بها سورة التوبة تشير إلى موقف واضح من الله تجاه الذين عاهدهم المسلمون من المشركين، حيث تعبر عن البراءة من عهودهم، وهذا ينعكس في دلالة النص، حيث يدعو المسلمون إلى عدم التعرض للمشركين الذين لديهم عهود قائمة، وهذا الموقف يتطلب توضيح مباشر دون استخدام البسملة التي تعبر عن الرحمة والمغفرة.
المعجزات القرآنية وتأثيرها
تتضمن آيات القرآن الكريم العديد من المعجزات التي ما زالت تدهش العلماء والمفكرين، وجاء القرآن بلغة عربية فصيحة لتحدي العرب الكفار الذين كانوا يعتبرون من أبرع الفصحاء، وكانوا أبرز المعارضين للنبي صلى الله عليه وسلم خلال فترة الدعوة، وهذه البلاغة كانت جزء من الإعجاز القرآني الذي يعكس قدرة الله تعالى في استخدام أساليب متنوعة للوصول إلى قلوب الناس.
إن عدم بدء سورة التوبة بالبسملة يحمل دلالات عميقة تتعلق بمعاني البراءة والعهود، ويعكس أيضا الترابط بين سور القرآن، وإن هذا الكتاب الكريم ليس مجرد نص ديني، بل هو معجزة خالدة تحمل في طياتها الكثير من الأسرار والدروس، التي تتطلب منا التفكر والتأمل في معانيها، ومن خلال فهم هذه الجوانب، نستطيع أن ندرك كيف يمكن للقرآن أن يشكل حياة الأفراد والمجتمعات ويوجههم نحو الحق.
