دولة عربية تتحدى “إسرائيل وأمريكا” وتعلن تشغيل 4 مفاعلات نووية.. ليست السعودية ولا مصر ولا اليمن!

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن إنجاز تاريخي يتمثل في بدء التشغيل التجاري الكامل لمحطة براكة للطاقة النووية، وتعتبر محطة براكة، التي تقع في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، أول محطة للطاقة النووية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يجعلها إضافة نوعية للقطاع الطاقة الإماراتي والعربي، ووصفت الإمارات هذا الإنجاز، بأنه خطوة بالغة الأهمية في مسيرتها نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز استدامتها.

محطة براكة للطاقة النووية

تمثل محطة براكة، قفزة نوعية في مجال الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات، فهي تضم أربعة مفاعلات نووية من أحدث التقنيات المتاحة، وهي مفاعلات من طراز APR1400، والتي تتميز بمعايير عالية من السلامة والكفاءة في إنتاج الطاقة الكهربائية.

وعند تشغيلها بكامل طاقتها، ستساهم محطة براكة بشكل كبير في تلبية احتياجات دولة الإمارات المتزايدة من الكهرباء، حيث ستغطي حوالي ربع استهلاك الدولة من الطاقة.

وهذه المحطة ستساعد في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز، مما يعزز أمن الطاقة في الدولة ويقلل من الانبعاثات الكربونية.

مشروع محطة براكة

يعود تاريخ بدء العمل في مشروع محطة براكة إلى شهر يوليو من عام 2012، وذلك بعد حصول المشروع على جميع التراخيص والتصاريح اللازمة من الجهات الرقابية المختصة في الدولة، مثل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وهيئة البيئة في أبوظبي.

وجرى تقسيم أعمال الإنشاء إلى مرحلتين رئيسيتين: المرحلة الأولى شملت الأعمال التحضيرية للموقع وبناء البنية التحتية الأساسية، مثل الطرق والمباني الإدارية، وتصنيع وتجميع بعض المكونات الرئيسية للمحطة، أما المرحلة الثانية فشملت أعمال البناء والتركيب الفعلي للمفاعلات والمرافق المرتبطة بها.

أهمية محطة براكة للطاقة النووية

تعد محطة براكة للطاقة النووية، ركيزة أساسية في جهود دولة الإمارات العربية المتحدة، لتحقيق أهدافها البيئية والطاقة المستدامة.

ومن المتوقع أن تساهم هذه المحطة بشكل كبير في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث ستقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 22 مليون طن سنويا، حيث أن تأثير محطة براكة على البيئة، يعادل إزالة حوالي 4.8 مليون سيارة من الطرقات.

تشغيل محطة براكة النووية

يمثل تشغيل محطة براكة، خطوة نوعية في مسيرة دولة الإمارات نحو تحقيق الحياد الكربوني، وتعزيز استدامة مواردها الطبيعية، فضلا عن دورها البيئي الكبير، ستوفر محطة براكة حوالي 25% من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية، ما يجعلها أكبر مصدر للطاقة النظيفة في المنطقة.

وتساهم هذه المحطة بشكل فعال، في تنويع مصادر الطاقة في الدولة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

موقع محطة براكة النووية

تم اختيار موقع محطة براكة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي بعد دراسة معمقة وشاملة، لعدة عوامل جيولوجية وجغرافية وبيئية.

وتم أخذ العديد من العوامل في الاعتبار عند اختيار الموقع، بما في ذلك التاريخ الزلزالي للمنطقة، والمسافة بين المحطة والمناطق السكنية الكبرى، وتوفر مصادر المياه اللازمة لتشغيل المحطة، بالإضافة إلى قربها من شبكة الكهرباء والبنية التحتية الصناعية والنقل.

ولضمان أعلى معايير السلامة والأمان، تم تصميم وبناء محطة براكة وفقا لأحدث المعايير الدولية في مجال السلامة النووية.

وجرى أخذ العديد من الاعتبارات الأمنية والإنشائية في الحسبان، مثل تصميم المباني والمنشآت بطريقة مقاومة للزلازل والعوامل الطبيعية الأخرى، وتطوير خطط طوارئ شاملة للتعامل مع أي حالات طارئة محتملة.

كما تم الاستعانة بخبراء دوليين في مجال السلامة النووية، للإشراف على جميع مراحل المشروع، وذلك لضمان مطابقته لأعلى المعايير العالمية.

وتسعى محطة براكة، إلى دعم التطور الاقتصادي لدولة الإمارات، وتعزيز قطاع الطاقة النووية السلمية، ما يساهم في تحقيق استراتيجية تنويع مصادر الطاقة في البلاد.

كما تهدف المحطة، إلى تطوير القدرات البشرية المحلية وتوفير فرص للشباب الإماراتي في قطاع الطاقة النووية، مما يعزز استقلالية الإمارات في مجال الطاقة ويدعم أهدافها طويلة الأمد.