“يا بختك لو منهم يا محظوظ” .. الكويت تعلن عن تشغيل أضخم مشروع في الدولة لفت أنظار خبراء الإقتصاد والسياسة

بدأت الكويت اليوم التشغيل التجاري للمرحلة الأولى من مشروع مصفاة الزور، بعد تأخيرات تجاوزت ثلاث سنوات عن الموعد المحدد، كان من المتوقع أن يُنجز المشروع في عام 2019، لكن التشغيل الحالي يُمثل بداية جديدة ومهمة في قطاع النفط الكويتي، ويأتي بعد شهر من بدء الإنتاج الأولي لزيت الوقود الموجه لمحطات الطاقة المحلية.

تأخيرات وتأثيرات مالية

وفقًا للإعلان الصادر عن الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك)، بدأت العمليات التجارية للمصفاة الجديدة بعد فترة طويلة من التحديات في التنفيذ، كان من المخطط الانتهاء من المشروع في يوليو 2019، ولكن التأخيرات في البناء أدت إلى تأجيل التسليم، مما تسبب في خسائر تقدّر بأكثر من 26 مليار دولار في التدفقات النقدية، وفقًا لتقرير ديوان المحاسبة للسنة المالية 2020-2021.

أهمية مصفاة الزور في أسواق الطاقة

تترقب أسواق الطاقة بدء التشغيل الكامل لمصفاة الزور بسبب قدرتها الإنتاجية الكبيرة التي تصل إلى 615 ألف برميل يوميًا، تأتي هذه الأهمية في ظل النقص الحاد في إمدادات الوقود والنفط الخام في الأسواق الأوروبية نتيجة النزاع في أوكرانيا ووقف الإمدادات الروسية، وأكد المحلل جورج ديكس من “إنرجي أسبكتس” أن مصافي النفط في الشرق الأوسط أصبحت المصدر الرئيسي المتزايد للإمدادات البترولية، مما يجعل تشغيل مصفاة الزور خطوة حيوية لتخفيف هذه الضغوط.

تعزيز الطاقة الإنتاجية للكويت

يمثل الاستثمار في قطاع تكرير النفط أولوية استراتيجية للكويت، كما أشار نواف سعود الصباح، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، مع بلوغ مصفاة الزور طاقتها الإنتاجية القصوى المتوقعة بنهاية العام، ستتضاعف قدرة الكويت في تكرير المنتجات البترولية لتصل إلى نحو 1.4 مليون برميل يوميًا.

مشروعات بيئية مستدامة

أعلن الصباح أيضًا عن مشروع الوقود البيئي الذي يهدف إلى تحديث مصافي النفط الحالية وزيادة طاقتها الإنتاجية لتوفير وقود نظيف وصديق للبيئة، تشمل هذه الخطط مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله، التي تمتلكها وتديرها المؤسسة، بقدرة إجمالية تبلغ 763 ألف برميل يوميًا، مع بدء الإنتاج التجريبي في مصفاة الزور، من المتوقع أن تصل طاقة التكرير الإجمالية إلى 1.378 مليون برميل، مما يعكس ضعف الطاقة الحالية.

في ختام التصريحات، أشار الصباح إلى أن المشترين الأوروبيين يتطلعون للحصول على مزيد من النفط المكرر من الكويت، مما يعكس أهمية هذا المشروع في تلبية احتياجات السوق المتزايدة.