يعد غسل الجنابة من الأمور المهمة التي يسعى الكثيرون لمعرفة أحكامها، حيث يتساءل البعض عن إمكانية أداء غسل الجنابة بسرعة وما هو حكم تأخيره وما هي عواقب هذا الأمر، وكذلك عن حكم الوضوء للنوم أو الطعام أو تكرار الجماع.
لماذا يجب الإسراع في غسل الجنابة؟
أوضحت دار الإفتاء أن غسل الجنابة ليس واجبًا على الفور بل على التراخي، حيث يمكن تأخيره. ولكن بعض الفقهاء أشاروا إلى أن من الأفضل عدم تأخيره لما قد يتسبب فيه من تأثيرات نفسية سلبية مثل الوسواس.
وذكر ابن ميارة المالكي في كتابه “الدُّر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين” أن تأخير غسل الجنابة قد يسبب الوسواس، ويؤثر على النفس، وقد يقلل من البركة في الأعمال اليومية، وذكر أيضًا أن الأكل أثناء الجنابة قد يؤدي إلى الفقر.
لذلك، غسل الجنابة لا يجب أن يتم على الفور، إلا إذا كان الوقت ضيقًا لأداء الصلاة. وذكر الشبراملسي الأقهري في “حاشيته على نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج” أن غسل الجنابة يجب فقط فورًا إذا كانت الصلاة على وشك الانتهاء من وقتها بعد الجنابة أو بعد انقطاع الحيض، وهذا ليس واجبًا في حد ذاته ولكن لضمان أداء الصلاة في وقتها.
إذًا، لا يُعاقب الشخص على تأخير الغسل إلا إذا تأخر عن أداء الصلاة في وقتها، وكذلك أكد ابن قدامة المقدسي في “المغني” أن تأخير الغسل لا يعني الإثم بحد ذاته، ولكنه شرط لصحة الصلاة والطواف وقراءة القرآن، والبقاء في المسجد.