اكتشف علماء الآثار مؤخرًا في بيرو عرشًا غامضًا ولوحات جدارية تعود إلى حضارة قديمة، يُعتقد أنها كانت تحت سيطرة حكم أنثوي قوي و هذا الاكتشاف يعود إلى أكثر من 1300 عام، ويكشف عن دور المرأة كقائدة بارزة في تلك الفترة فقد تم العثور على غرفة عرش قديمة مزينة برسومات جدارية تصوّر نساء قويات متشابكات مع مخلوقات بحرية ورموز الهلال، مما يوحي بدور المرأة البارز في تلك الحقبة.
العثور علي عرش قديم غامض لملكة عمرها 1300 عام من حضارة مفقودة
تم اكتشاف غرفة العرش في موقع بانياماركا الأثري، الذي يقع بالقرب من ساحل المحيط الهادئ، على بعد أكثر من 250 ميلًا شمال العاصمة البيروفية ليما وتعرض اللوحات الجدارية في الموقع صورًا لنساء قويات، وخصوصًا امرأة ترتبط برموز الهلال والبحر ومخلوقاته و يظهر في أحد المشاهد المرأة جالسة على عرش تستقبل الضيوف، وفي مشهد آخر تستعرض في موكب، مما يشير إلى سلطتها السياسية والاجتماعية.
غرفة العرش والرموز المرتبطة بها
تحتوي الجدران والأعمدة المحيطة بغرفة العرش على أربعة مشاهد مختلفة لامرأة قوية، مما يشير إلى أنها كانت زعيمة وراعية للفنون وتشير هذه اللوحات إلى أن المرأة المصورة كانت تلعب دورًا مهمًا في الثقافة والفن، خاصة في مجالات الغزل والنسيج فهذا يعكس قوة ورمزية المرأة في تلك الثقافة التي كانت مرتبطة بقوة بالعناصر الطبيعية مثل البحر والهلال.
الدور التاريخي لحضارة الموتشي
يعتقد علماء الآثار أن غرفة العرش تعود إلى القرن السابع الميلادي، عندما كانت حضارة “الموتشي” تسيطر على الوديان الساحلية في شمال غرب بيرو وتشير الأدلة الموجودة في الموقع إلى أن العرش كان يُستخدم بانتظام، حيث وُجدت آثار تدل على وجود شعر بشري وتآكل على الحجر حضارة الموتشي كانت تُعرف بفنونها المعمارية الرائعة ومقابرها النخبوية، إضافة إلى تحفها المعقدة وصورها الدينية الغنية يشير الاكتشاف الجديد إلى وجود قائدة أنثوية قوية، وهو ما يقلب التوقعات السابقة حول الأدوار الجنسانية في تلك الحضارة.
استنتاجات الباحثين
قالت جيسيكا أورتيز، مديرة الأبحاث في موقع بانياماركا، إن اللوحات الجدارية قد تكون دليلاً على أن امرأة كانت تستخدم غرفة العرش وربما كانت حاكمة. وأوضح عالم الآثار خوسيه أوتشاتوما أن المشاهد الموجودة في الغرفة تعكس أيديولوجية حضارة الموتشي.