في خطوة جديدة تعزز مكانة المملكة العربية السعودية كإحدى أكبر الدول المنتجة للنفط على مستوى العالم جاء الاكتشاف الأخير لحقل النعيم النفطي ليكون بمثابة إضافة نوعية لمخزون البلاد من النفط الخام، يقع هذا الحقل، الذي قد لا يكون الأكبر من حيث الحجم مقارنة بالحقول النفطية الأخرى في السعودية إلا أن قيمته الاستراتيجية والاقتصادية تتجاوز مجرد زيادة الإنتاج.
حقل النعيم
حقل النعيم الذي يقع على بعد حوالي 5 كيلومترات من حوطة بني تميم يعد واحدًا من 18 حقلًا تم اكتشافها في منطقة الرياض بين عامي 1988 و1997، ورغم أن الحقل يصنف ضمن الحقول الصغيرة إلا أن دوره في تعزيز الإنتاج السعودي من النفط الخام لم يكن ضئيلاً، بفضل عمليات التوسعة والتطوير التي أجرتها شركة أرامكو بالتعاون مع شركة إنبي المصرية فإن حقل النعيم أصبح أحد الأعمدة الأساسية التي تساهم في تزويد الأسواق العالمية بالنفط السعودي.
بدأت شركة أرامكو في استغلال كميات النفط الخام من الحقل بشكل تجاري في أبريل من عام 1990 وتمكنت من مضاعفة إنتاجه بعد فترة وجيزة، ومنذ ذلك الحين أصبح الحقل يمثل إضافة نوعية لموارد المملكة حيث يساهم بشكل ملحوظ في تعزيز الإنتاج الكلي الذي كان يبلغ حوالي 12 مليون برميل يوميًا قبل الانضمام إلى اتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج.
الإنتاج المستقبلي والسعودية نحو 13 مليون برميل يومياً
إن أحد الأهداف الطموحة التي تسعى السعودية لتحقيقها هو الوصول إلى مستوى إنتاج يبلغ 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027،يعد هذا الهدف جزءًا من رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد الكامل على النفط، من خلال تعزيز الإنتاج وتطوير قطاع الطاقة فضلاً عن التوسع في القطاعات الأخرى مثل التكنولوجيا والسياحة، في إطار هذا التوجه تعتبر شركة أرامكو ووزارة الطاقة في السعودية أن حقل النعيم وحقول أخرى تمثل محطات استراتيجية نحو تحقيق هذا الهدف.
مشاركة الشركات العالمية والمحلية في تطوير الحقول
تعتبر الشراكات الاستراتيجية بين الشركات المحلية والدولية من أهم العوامل التي ساعدت في تطوير حقل النعيم حيث كانت شركة إنبي المصرية شريكًا رئيسيًا في تطوير هذا الحقل من خلال مناقصة فازت بها في عام 2006، إن التعاون بين الشركات العالمية والمحلية يعد أحد الأسس التي تقوم عليها استراتيجية أرامكو لتوسيع إنتاجها من النفط وتعزيز الكفاءة الإنتاجية، هذه الشراكات تضمن تبادل الخبرات والابتكارات التكنولوجية مما يعود بالنفع على كافة الأطراف.
أهمية حقل النعيم في إطار استراتيجية النفط السعودي
حقل النعيم ليس مجرد حقل نفط صغير بل هو جزء من منظومة استراتيجية تهدف إلى ضمان استدامة إنتاج النفط السعودي وتعزيز مكانة المملكة كأكبر مصدر للطاقة في العالم، على الرغم من أن حجم الاحتياطيات في حقل النعيم قد لا يقارن بحقول أخرى مثل حقل الغوار أو حقل السفانية فإن إضافته إلى الإنتاج العام يمثل خطوة مهمة في مساعي السعودية لزيادة احتياطياتها المؤكدة.