تتزايد أهمية قطاع النفط في كازاخستان على الساحة العالمية باعتباره أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الوطني ولأسواق الطاقة الدولية، تعد كازاخستان من الدول الغنية بالموارد الطبيعية وأحد أبرز اللاعبين في مجال إنتاج النفط حيث تمتلك حقلًا نفطيًا ضخمًا يعتبر من بين الأكبر في العالم، لكن مع تزايد الإنتاج في حقل “تنغيز” النفطي الذي تديره شركة “شيفرون” الأميركية بدأت تظهر بعض التحديات التي قد تؤثر على الالتزام باتفاقيات “أوبك بلس” الخاصة بإنتاج النفط.
حقل تنغيز النفطي
حقل تنغيز النفطي الذي يقع في غرب كازاخستان هو واحد من أهم الحقول النفطية في البلاد ويعتبر من أكبر المشاريع النفطية على مستوى العالم، تديره شركة “تنغيز شيفرويل” وهي شراكة بين عدة شركات كبيرة مثل “شيفرون” “إكسون موبيل” “كازموناي غاز” و”لوك أويل” الروسية، على مدى العقود الماضية حقق الحقل العديد من الإنجازات وكان له دور رئيسي في زيادة الإنتاج النفطي بشكل ملحوظ.
التحديات أمام كازاخستان في إطار “أوبك بلس”
تعتبر كازاخستان جزءًا من اتفاقية “أوبك بلس” التي تهدف إلى تنظيم الإنتاج العالمي للنفط بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار، بموجب هذه الاتفاقية تم تحديد حصة إنتاج كازاخستان من النفط عند 1.468 مليون برميل يوميًا، ومع الزيادة المستمرة في إنتاج حقل تنغيز تجاوزت كازاخستان هذه الحصة بمقدار 170 ألف برميل يوميًا في سبتمبر، ما قد يثير تساؤلات حول مدى التزامها بمحددات الاتفاق في المستقبل.
الصيانة وتأثيرها على إنتاج النفط في كازاخستان
من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي تأثير أعمال الصيانة الدورية على الإنتاج النفطي في كازاخستان، في نوفمبر 2024 من المتوقع أن يشهد حقل “كاشاغان” التوقف الكامل لعمليات الإنتاج بسبب أعمال الصيانة، هذا التوقف سوف يؤثر على قدرة كازاخستان على تحقيق حصتها المحددة في الاتفاقية مما يفتح المجال لزيادة إنتاج حقول أخرى مثل تنغيز لتعويض هذه الفجوة، ومع استئناف الإنتاج في “كاشاغان” سوف يكون على كازاخستان التعامل مع مشكلة الامتثال لمحددات “أوبك بلس” التي قد تتطلب تعديلًا في إنتاجها النفطي لتجنب تجاوز الحصة المقررة.
الاستثمار المستمر في قطاع النفط الكازاخستاني
على الرغم من التحديات المحتملة لا يمكن إنكار أن قطاع النفط في كازاخستان يواصل جذب الاستثمارات الضخمة، فقد استثمرت شركة “تنغيز شيفرويل” أكثر من 70 مليار دولار منذ بدء المشروع في عام 1993 وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في هذا القطاع، تعتبر هذه الاستثمارات خطوة مهمة لضمان استدامة الإنتاج وتحسين التكنولوجيا المستخدمة في استخراج النفط وتكريره.