طوفان من المياه مدمر.. صور بالأقمار الصناعية تظهر كارثة مدوية في سد النهضة

كشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة، عن مفاجآت جديدة تتعلق بسد النهضة والمخاطر التي يشكلها سد وادي السرج الإثيوبي على الدول المجاورة.

خطورة سد السرج الإثيوبي

  • أوضح شراقي في تصريحاته أن الحكومة الإثيوبية قامت ببناء سد السرج في وادي السرج بهدف احتجاز المياه في منطقة السد، مضيفا أن السد قد احتجز حتى الآن حوالي 42 مليار متر مكعب من المياه الموجودة خلف سد النهضة.
  • وأشار شراقي إلى أنه لو لم يكن سد السرج موجودا، لكانت كمية المياه المخزنة في سد النهضة ستصل إلى 18 مليار متر مكعب فقط من أصل 60 مليار متر مكعب.

طوفان مياه

اختتم شراقي حديثه بتحذير حول انهيار سد السرج قائلا: سيسبب ذلك في حدوث فيضانات مائية على الأراضي السودانية يصعب السيطرة عليها.

ارتفاع في منسوب النيل الأزرق

في نفس السياق أشار هاني إبراهيم الباحث في القضايا الإفريقية وحوض النيل، إلى أن المفيض الغربي لسد النهضة الإثيوبي لا يزال يعمل، واصفا ذلك بـ “المأساوي” استنادا إلى صور الأقمار الصناعية التي أظهرت زيادة ملحوظة في منسوب النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية وقال: الوضع في السد وحوض النيل الأزرق سلبي، وهناك زيادة في منسوب النهر قرب الحدود السودانية مقارنة بتدفقات 27 سبتمبر الماضي، حيث كانت هناك تقليص في عدد بوابات المفيض.

تأثيرات المفيض على الخرطوم

وفقا للباحث فإن فتح المفيض كان له تأثير مباشر على مستويات النيل الأزرق، حيث تم تسجيل ارتفاع كبير في منسوب النهر بتاريخ 15 سبتمبر، وهذا أدى إلى زيادة تدفق المياه إلى الخرطوم بعد تشغيل خزانات الروصيرص وسنار على النيل الأزرق وأشار إلى أن منسوب النيل الأزرق بلغ 493.86 متر يوم 16 سبتمبر، ثم انخفض إلى 492.29 متر في 26 سبتمبر ليعود ويرتفع مرة أخرى في 6 أكتوبر إلى 492.47 متر.

تدفق النيل الأزرق

أشار إبراهيم إلى أن تدفق النيل الأزرق المتجه من بحيرة تانا شهد زيادة ملحوظة في السادس من أكتوبر الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغ الارتفاع حوالي 1.5 متر مقارنة بأكتوبر 2023 وكان أعلى بعدة سنتيمترات من سبتمبر وأكتوبر 2022.

أسباب ارتفاع تدفق النيل الأزرق

  • أشار الباحث إلى أن السبب المحتمل لزيادة تدفق النيل الأزرق يتعلق بمستويات بحيرة تانا حيث لا تزال مستويات المياه مرتفعة ويتم تصريف كميات كبيرة منها لتقليل منسوبها وأضاف أنه تم تخفيض المنسوب بنحو 10 سم خلال الفترة من 19 سبتمبر إلى 29 سبتمبر، وهو ما يعادل تقريبا 300 مليون متر مكعب.
  • في نهاية حديثه أشار هاني إبراهيم إلى أن مستوى النيل الأزرق الذي يتجه نحو السودان يتأثر بالتدفقات من سد النهضة، مما يؤدي إلى زيادة أو نقصان في منسوب المياه في الخرطوم وتوقع إبراهيم استمرار ارتفاع مستوى المياه في الخرطوم خلال الأيام القادمة لا سيما مع استمرار تشغيل المفيض لفترة قد تمتد حتى نوفمبر المقبل.
  • وأشار إلى أن بحيرة تانا لا تزال تحتفظ بمستويات مياه أعلى مقارنة بالسنوات السابقة مما يدل على أن تدفقات المياه قد تستمر في التأثير على المنطقة لفترة زمنية أطول.