منذ آلاف السنين، أثارت الأهرامات المصرية إعجاب العالم بعظمتها وتفوقها الهندسي، وظلت تُعد واحدة من عجائب الدنيا السبع الخالدة ومع ذلك، فإن الخرافات والأساطير التي تحيط ببنائها جعلت الكثيرين يتساءلون عن الكيفية الحقيقية التي أُنجزت بها هذه المعجزات فهل كان للسحر أو الكائنات الفضائية دور في ذلك؟
هل استخدم المصريون القدماء السحر في بناء الأهرامات ؟
وفقًا للدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، انتشرت العديد من الخرافات حول بناء الأهرامات، ومنها فكرة “العمالة الفضائية”، التي تفترض أن هذه الصروح الهائلة بُنيت بمساعدة كائنات فضائية بسبب الدقة الهندسية التي تتمتع بها ولكن الأدلة الأثرية تدحض هذه الفكرة، حيث تثبت أن الحضارة المصرية القديمة كانت متقدمة بما يكفي لتنفيذ مثل هذه الأعمال الضخمة باستخدام تقنيات عصرية بالنسبة لزمانها.
خرافة أخرى تتعلق بفكرة “العبيد”، إذ يعتقد البعض أن الأهرامات بُنيت بواسطة آلاف العبيد الذين عانوا تحت ظروف قاسية، بينما تشير الأدلة التاريخية إلى أن العمال كانوا حرفيين ومزارعين عملوا بأجور وتغذية جيدة وأيضًا، ظهرت مزاعم بوجود “طاقة سحرية” في الأهرامات، وأنها تُستخدم للتواصل مع العوالم الأخرى أو الحفاظ على أسرار الحكمة القديمة، لكن هذه الأفكار غير مدعومة بأي دليل علمي أو أثري.
معجزة بناء الأهرامات
يؤكد الدكتور شاكر أن هذه الخرافات ليست إلا محاولات لنزع فضل الحضارة المصرية العريقة من المصريين القدماء. فكل المكتشفات الأثرية، بما في ذلك “بردية وادي الجرف” التي توضح كيفية تقطيع الأحجار، تشير بوضوح إلى أن المصريين القدماء هم من بنوا هذه الأهرامات باستخدام العلم والإبداع.
وفي الختام، يؤكد الدكتور شاكر على ضرورة تعزيز الوعي بتاريخ الحضارة المصرية الحقيقي، ومحاربة الخرافات من خلال التعليم والإعلام، مشيرًا إلى أن المصريين القدماء لم يكونوا بحاجة إلى السحر أو قوى خارقة، بل كانوا يعتمدون على العلم والعمل الجاد في بناء حضارتهم العظيمة.