الفئران من الحيوانات المعروفة عالميا وخاصة في الوطن العربي، وهي من القوارض، وشكله التقليدي المعروف للجميع، لكن كغيره من الحيوانات فهناك أنواعا غريبة من الفئران التي يمكنها أن تكون سامة وقاتلة بل إن سمها يمكنه أن يقتل حيوانا بحجم فيل بمجرد لمسه، لكن ما هو نوع الفأر وكيف يتكون السم في هذا الفأر؟.. هذا ما سنعرفه سويا.
الفأر الإفريقي المتوج السام
يتغذى الفأر الأفريقي المتوج (The African crested rat) على أوراق الأشجار السامة، ثم يقوم بنشر لعابه على فروه ليحمي نفسه من الحيوانات المفترسة، وهو ما شاهده سكان شرقي أفريقيا، أن هناك العديد من الكلاب قد نفقت بسبب تلك المادة السامة على فروة الفأر، كما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية، تقريراً للكاتبة “كاثرين وو” قالت فيه إن هذا النوع من الفئران الذي يشبه صغير الظربان ليس كأقاربه في عائلة القوارض، بل إنه فريد من نوعه، حيث يستطيع هذا الفأر تغطية شعيرات فروه بسمّ يكفي لقتل فيل.
كيف يتحول هذا الفأر إلى سام؟
هناك أبحاث أجرتها الدكتورة سارة واينستين، عالمة الأحياء في “جامعة يوتاه” (The University of Utah) و”معهد سميثسونيان لبيولوجيا الحفظ” (Smithsonian Conservation Biology Institute)، عن هذا الفأر لفهم الطريقة التي يتحوّل بها إلى حيوان سامّ ومميت، وانتهت الأبحاث إلى أن هذه الفئران تقوم بقضم الأوراق السامة من فروع الأشجار، ولا تبلعها، بل إنها تمضغها وتقطّعها ثم تغطي بها فراءها، لتشكل درعاً كيميائيا يحميها من الحيوانات المفترسة مثل الضباع والكلاب البرية، وتعتبر تلك الفئران هي الفصيلة الوحيدة السامة المعروفة في العالم من الفئران حتى وقتنا الحالي، وهي من بين الثدييات القليلة التي تستطيع استخدام السموم الموجودة في النباتات.
المسح بالسم على الفراء
كما نشرت الدكتورة واينستين، بحثا علميا في الدورية المختصة بعلم الثدييات “جورنال أوف ماميلوجي” (Journal of Mammalogy)، بمثابة دراسة فريدة من نوعها عن سلوك هذه الفئران، حيث كشفت فيه عن طبيعة هذا التصرف، أي امتصاص السم من أوراق النبات المعروف باسم “ثبيرة شمبري” (Acokanthera Shimperi)، لكن فأرا واحدا فقط قام بذلك التصرف خلال تلك التجربة، وهو ما رجّح فرضية أن لا يكون سلوكا جماعيا لهذه الفئران، وقد تم إجراء تجارب معملية على عينة تضم 25 فأرا وتصويرها في المختبر، وعندما عُرضت عليها بعض أوراق نبتة الثبيرة قام بعضها بقضم الأوراق ثم وضعت تلك المادة على فرائها، وليس جميعها.