أحدثت منصات التواصل الاجتماعي ثورة في طريقة تواصل الأفراد، مما جعلها ملاذًا شائعًا بين المراهقين والشباب فسهولة الوصول إلى محتوى ضخم وإمكانية التفاعل السريع تسببت في إدمان الكثيرين لهذه المنصات، مما ينذر بمخاطر صحية ونفسية عديدة حسب دراسة نشرها موقع «BBC» البريطاني، يظهر أن هذا الاتجاه يعزز من الأفكار المتطرفة ويزيد من الاستقطاب بين الشباب.
تشير الدراسة إلى أن إدمان الدوبامين السريع بات سمة بارزة بين الشباب، خاصة بعد جائحة كورونا، حيث شملت الدراسة عينة من نحو 280 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عامًا في 44 دولة ووجدت الدراسة أن نسب الاستخدام الإشكالي قد ارتفعت، حيث سجلت متوسط 11% في عام 2022 مقارنة بـ7% في عام 2018، مع بعض الدول التي شهدت أرقامًا أعلى من المتوسط، مما يعد مؤشرًا خطيرًا على الصحة الجسدية والنفسية لهؤلاء الشباب.
يُعرّف الاستخدام الإشكالي بأنه المرحلة التي يبدأ فيها الفرد بإهمال الأنشطة الأخرى لصالح قضاء الوقت على منصات التواصل الاجتماعي، وتظهر الأعراض من خلال تقديم حجج متكررة حول الوقت المنقضي في الاستخدام، والكذب بشأنه، بالإضافة إلى عدم القدرة على التحكم في هذه العادة.
وفقًا للدكتور هانز هنري كلوج، عضو منظمة الصحة العالمية، فإن الاستخدام المفرط يمكن أن يحمل جوانب إيجابية وسلبية لذا، فإنه من الضروري تعزيز الوعي الرقمي وتوعية المراهقين بكيفية استخدام هذه المنصات بشكل سليم كما يجب اتخاذ خطوات سريعة لحماية الشباب من المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، مع ضرورة توعيتهم بأهمية التحقق من المعلومات قبل الانسياق وراءها.
في إطار مواجهة هذه التحديات، يبقى دور الأسرة والمجتمع حاسمًا في توجيه المراهقين نحو استخدام التكنولوجيا بشكل صحي، ينبغي على الأهل مراقبة استخدام أبنائهم لهذه المنصات وتعزيز أنشطة بديلة تشجع على التفاعل الواقعي، مما يساهم في الحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية.