تُعتبر العناكب الأرملة السوداء من الكائنات المثيرة للفضول والخوف، إذ تشتهر بسمومها القوية وسلوكها العدواني، خاصة تجاه الذكور من نفس النوع ولكن ما هو السبب وراء قيام الأنثى بقتل زوجها قبل ولادة صغارها؟
تمتاز الأرملة السوداء بسم عصبي قوي يُعرف باسم neurotoxin، ويعتبر من أخطر السموم في عالم الحشرات، حيث يُسبب شللًا في حركة الضحية وآلامًا شديدة قد تؤدي إلى الوفاة بعد عملية التزاوج، تقوم الأنثى بقتل الذكر وأكله، وهو سلوك غريب أطلق عليها اسم “الأرملة السوداء”، وفقًا لما ذكرته صحيفة “Newsweek” وموقع “Animals”.
ليس هذا السلوك مقتصرًا على الأرملة السوداء فقط، بل تُظهر بعض أنواع العناكب الذئبية نمطًا مشابهًا، حيث تقوم الإناث بأكل الذكور بعد التزاوج لضمان بقاء نسلها وتتلخص الأسباب الرئيسية لهذا السلوك في:
1. التغذية: يُعتبر توفير الغذاء للأنثى بعد التزاوج أحد الدوافع الرئيسية وراء هذا السلوك إذ يساعد البروتين الموجود في جسم الذكر على تعزيز نمو البيض وزيادة فرص بقاء الصغار.
2. الحماية: يُعتبر قتل الذكر وسيلة لحماية الصغار من أي منافسين محتملين، حيث تسعى ذكور أخرى للتزاوج مع الأنثى بعد وضع البيض، مما يشكل تهديدًا على نسلها وبالتالي، يضمن قتل الذكر حماية الصغار من أي خطر.
3. السلوك الغريزي: يُعد هذا السلوك جزءًا من الغريزة الأساسية للأنثى، وهو سلوك تطوري تكيفت معه على مر الزمن لضمان بقاء نسلها.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن سلوك الأنثى يمكن أن يكون مدفوعًا بتفاعلات هرمونية تؤثر على تصرفاتها بعد التزاوج فقد أظهرت دراسات أن إفراز هرمونات معينة قد يحفز الأنثى على القيام بهذا السلوك لتأمين مستقبل صغارها.
تُعتبر هذه السلوكيات مثالًا حيًا على كيفية تطور الكائنات الحية لتلبية احتياجات البقاء والتكيف مع البيئات التي تعيش فيها يقدم سلوك الأرملة السوداء دروسًا مهمة في فهم الديناميكيات البيئية وأهمية التكيف في عالم الحيوان.