يعد طريق بحر الشمال الذي ظهر حديثًا “طوق نجاة” لروسيا للحفاظ على تدفّق صادراتها، وتستهدف نقل شحنات تُقدَّر بنحو 150 مليون طن عبره بحلول عام 2030 ، ومن أجل تنفيذ ذلك تحتاج روسيا إلى بناء 50 كاسحة وسفينة جليدية من أجل افساح الطريق أمام السفن ، لقدرتها على المرور والحركة في المناطق شبهه المتجمدة وشقّ طريق مائي من أجل المرور.
ويتحول “بديل قناة السويس” تدريجيًا إلى ممر رئيس للتجارة (الصينية-الروسية) ، إذ شهد مرور شحنات تعادل 2.38 مليون طن خلال 79 رحلة ، وبعد نجاح أولى تجارب المرور في ممر البحر الشمالي (في سبتمبر/أيلول 2024)، أُثير الجدل حول إمكانه سحب البساط من تحت أقدام قناة السويس المصرية التي استمرت لعقود بصفتها أكبر الممرات لحركة التجارة العالمية.
وبطول يصل إلى 5.600 كيلومترًا مربعًا، ظهرت أهمية بديل قناة السويس بالنسبة للهند، وتهديده للقناة المصرية ، وسعت روسيا للاستفادة من الموقع الإستراتيجي للهند في إقناعها بالمشاركة في تطوير ممر الملاحة الشمالي، ومع ظهور أهمية الممر للصين أقدمت نيودلهي على حسم أمر التعاون مع موسكو لصالحها.
ومن زاوية مقابلة، أثار مستقبل حركة الملاحة في قناة السويس المصرية التساؤلات، خاصة أنها -حتى الآن- تعدّ أقصر الطرق للربط التجاري بين قارَّتي أوروبا وآسيا.
وحسابيًا، يقلّص بديل قناة السويس المسافة بين القارتين إلى 13 ألف كيلومترًا فقط، مقارنة بـ21 ألف كيلومتر عبر القناة المصرية، ما ينعكس على المدة الزمنية التي تستغرقها الرحلات (نقلًا عن موقع الطاقة).