تتطلب تربية الأطفال مزيجا من الصبر والوعي العاطفي لخلق بيئة مؤازرة لهم، والآباء الذين يمتلكون ذكاء عاطفيا يفهمون مشاعرهم ويستطيعون التعرف على مشاعر أطفالهم والتفاعل معها كما أن قدرة الوالدين على تنظيم عواطفهم تلعب دورا كبيرا في رفاهية الأبناء وفقا لدراسة نشرت في تقارير نفسية هناك سمتان أساسيتان تساعدان الآباء في بناء بيئة أسرية متوازنة وداعمة، وقد يساعدك التعرف على هاتين السمتين في الإجابة عن السؤال الذي يطرحه العديد من الآباء على أنفسهم: هل أنا أب جيد؟
الضمير
يشير الضمير إلى قدرة الفرد على التنظيم وتحمل المسؤولية بالنسبة للآباء يعني ذلك أنهم يدركون احتياجات أطفالهم ويسعون لتقديم بيئة داعمة وآمنة لهم، والآباء الذين يمتلكون ضميرا حيا يأخذون في اعتبارهم تأثير أساليبهم التربوية على النمو العاطفي لأبنائهم، ويقومون بوضع توقعات واقعية لهم وتقديم الدعم اللازم لتحقيق تلك التوقعات.
يتجلى التنظيم الأبوي في تفضيلهم للنظام والترتيب مما يخلق بيئة مستقرة للأطفال بالإضافة إلى ذلك يكون الآباء المدركون استباقيين في مواجهة التحديات حيث يقدمون الدعم لأطفالهم لتجاوز الصعوبات من خلال الصبر وفهم المشاعر مما يعزز قدرتهم على التعامل مع مشاعرهم بشكل صحي.
الود
يتميز الود بالحنان واللطف والتعاون حيث يظهر الآباء الودودون التعاطف والرحمة مما يمكنهم من التواصل العاطفي بعمق مع أطفالهم، وهذا الأمر يجعل الأطفال يشعرون بالفهم والتقدير الآباء المتسامحون يمتلكون مهارة الاستماع المتعاطف ويسعون لفهم وجهات نظر أطفالهم دون إصدار أحكام مما يشجع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بحرية.
يلعب الود دورا مهما في تسوية النزاعات حيث يعبّر الآباء عن دعمهم ويضعون قواعد واضحة، ومن خلال حل الخلافات بطريقة تعاطفية وسلمية يقوم هؤلاء الآباء بتعليم أطفالهم كيفية إدارة النزاعات بطرق صحية كما أنهم يتحلون بمزيد من الصبر مما يقوي الروابط العاطفية بين الوالدين والأطفال ومن جانبهم يتعلم الأطفال من سلوكيات والديهم فعندما يلاحظون التعاطف واللطف يميلون إلى تبني هذه الصفات.