في خطوة غير متوقعة أعلنت ليبيا مؤخراً عن اكتشاف حقل غاز ضخم في البحر المتوسط يعتقد أنه يحتوي على احتياطيات هائلة تصل إلى 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز، هذا الاكتشاف يعتبر من أبرز التحولات في صناعة الطاقة على مستوى العالم ويفتح الباب أمام ليبيا لتصبح من أكبر اللاعبين في سوق الطاقة العالمية منافسة بذلك كبار الدول المنتجة مثل مصر، هذا الخبر له تأثيرات بعيدة المدى على الاستراتيجية الاقتصادية والجيواقتصادية للمنطقة وقد يعيد تشكيل خريطة الطاقة العالمية.
خلفية الاكتشاف
تتمركز الاكتشافات الجديدة في حوض هيرودوت الذي يعد من أغنى الأحواض الغازية في العالم، هذا الحوض يمتد عبر مناطق متعددة في البحر المتوسط ويحتوي على كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، التقارير الأولية تشير إلى أن الحقل المكتشف قد يتجاوز حقل ظهر المصري من حيث الاحتياطيات مما يعزز من أهمية الاكتشاف الليبي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
التنافس مع مصر ودول أخرى
لا يمكن تجاهل أن هذا الاكتشاف جاء في وقت متزامن مع توسع مصر في إنتاج الغاز الطبيعي حيث تعد مصر الآن واحدة من أكبر الدول المصدرة للغاز في منطقة البحر المتوسط، لكن مع حجم الاحتياطيات المتوقع لحقل الغاز الليبي فقد يدخل هذا الحقل في منافسة قوية مع حقل ظهر وغيره من الحقول الكبيرة التي تملكها مصر.
خطوات ليبيا المستقبلية لتعظيم الاستفادة من الاكتشاف
جولة العطاءات للتنقيب
تستعد المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا للإعلان عن جولة عطاءات للتنقيب عن الغاز والنفط في مناطق بحرية وبرية جديدة قبل نهاية العام الجاري، هذه الخطوة تعكس عودة ليبيا إلى الساحة النفطية العالمية بعد سنوات من الاضطرابات السياسية وسوف تفتح الباب أمام شركات الطاقة العالمية للاستثمار في القطاع الليبي.
التعاون مع شركات عالمية
لكي تتمكن ليبيا من الاستفادة القصوى من الاكتشافات الجديدة تسعى البلاد إلى التعاون مع شركات الطاقة العالمية الكبرى مثل إيني الإيطالية وبي بي البريطانية، هذا التعاون سوف يمكن ليبيا من استخدام التكنولوجيا المتقدمة والخبرات العالمية مما يسهم في تطوير الحقل بشكل أسرع وأكثر فعالية.
تأثير الاكتشاف على السوق العالمية
يأتي هذا الاكتشاف في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية زيادة غير مسبوقة في الطلب على الغاز الطبيعي، بعد أن تأثرت أوروبا بشكل كبير من الأزمة الروسية الأوكرانية تسعى الدول الأوروبية إلى تأمين مصادر جديدة للطاقة ويعتبر الغاز الليبي أحد الخيارات الواعدة لتلبية هذه الحاجة المتزايدة.