ظل الباحثون وعلماء التعدين لفترة طويلة يعتقدون أن المصدر الرئيسي للماس هو صخور الكمبرليت وهي صخور تحتوي على الماس ولا تتواجد في جميع البيئات الجيولوجية، وقد أصبح البحث الذي أجراه كليفورد عام 1966 قاعدة راسخة حيث ينص على أن الكمبرليت لا يظهر إلا في الرسائخ القارية التي تعود لفترات الأركي حتى “البرتروزويك” منذ حوالي 1200 مليون سنة وحتى وقت قريب، كان البعض يشكك في إمكانية وجود صخور الكمبرليت في الصحاري المصرية خصوصا في الصحراء الشرقية بسبب الافتراض بأن عمر قشرتها يقارب 800 مليون سنة ومع ذلك، أثبتت الأبحاث الحديثة أن الماس يمكن أن يتكون في عدد من الصخور الأولية وأن الكمبرليت الحاوي على الماس يمكن أن يتواجد في عدة بيئات جيولوجية.
الدكتور فيليكس كامنسكى يعتبر من أبرز الباحثين في مجال الماس في الوقت الحالي بالإضافة إلى العديد من الآخرين الذين قدموا مفاهيم جديدة لاكتشاف الماس والصخور الأولية التي تحتوي عليه هذه المفاهيم لا تقتصر على نوع محدد من الصخور ولا تتطلب وجود بيئات جيولوجية معينة لظهور الكمبرليتيت الذي يحتوي على الماس.
رغم كل ذلك لا يزال الباحثون في حيرة أمام المادة التي استخدمها المصريون القدماء للكتابة على الصخور الصلبة، وهذه هي الإشارة الأولى التي يمكن من خلالها الاستدلال على معرفة المصريين للماس حيث تم ذكرها في كتابات “بليني الكبير” بين عامي (23-73) ميلادي حيث أشار إلى أن الماس العربي يشبه الماس الهندي من حيث طريقة وجوده إذ يتم استخراجه من مناجم الذهب لكنه صغير الحجم، وقد أثار ذلك شكوك الباحثين بشأن معنى حديث “بليني” لعدم معرفتهم بإمكانية وجود الماس في الدول العربية بما في ذلك مصر.فهل المنطقة التي يشير إليها “بليني” بالعربية هي مصر نعم، فهي تقع في الصحراء العربية منذ عصور قديمة ويشار إليها بأنها سلسلة جبال عربية.
يشدد الدكتور علي بركات الذي فاز بالمرتبة الأولى في مصر والعالم في مجال الثروات التعدينية عام 1991 ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس إدارة شركة السكري لمناجم الذهب على أن مصر تمتلك العديد من الثروات التعدينية، القشرة الأرضية في مصر تحتوي على كافة العناصر المعدنية وهناك شواهد على وجودها بالفعل وخاصة الذهب والماس في أكثر من 200 موقع، وهذا الحلم الذي نسعى لتحقيقه يأتي في ضوء الدعم الذي يقدمه وزير البترول المهندس طارق الملا لقطاع التعدين واهتمامه الكبير بتنمية ثرواتنا المعدنية.
وكشف “بركات” خلال الدراسة التي أجراها على مدى أكثر من 20 عاما بين الصخور والجبال وصحارى مصر الغربية والشرقية عن نتائج مهمة قد تغير مسار مصر عالميا خصوصا في مجال الماس، وأكد أن مصر ستصبح خلال عام واحد واحدة من أكبر دول العالم في إنتاج الماس مشيرا إلى أنه تم اكتشاف أول عينة للماس في عام 1996 ومنذ ذلك الحين تم العمل على البحث والاستكشاف في المنطقة الجنوبية الغربية من مصر، وقد أكد أنه تم العثور بالفعل على معادن وماس في منطقة وادي الزيتون في وسط الصحراء الشرقية شرق الأقصر، كما أشارت الدراسات العالمية التي أجراها مختصون إلى وجود حزام من الماس يمتد في وسط الصحراء الشرقية بدء من سوريا شمال ويمر بفلسطين ثم سيناء ثم السودان، وأوضح أن تكلفة استخراج الماس أقل من تكلفة استخراج الذهب.
تشتمل الدراسة على مجموعة من الأبواب أبرزها “تواجدات الياقوت ومفاهيم جديدة لاستكشاف الياقوت، الياقوت في مصر مصادر الياقوت المصري والمصادر السماوية والمصادر الأرضية مثل الكمبرليت وغيرها” حيث يتكون الياقوت من الكربون الذي يعتبر العنصر الرابع الأكثر شيوعا في الكون بعد الهيدروجين والهليوم والأكسجين.
تشير الدراسة إلى أن الماس هو “أصلد” مادة طبيعية ويتواجد في شكل بلورات أو حبيبات تتراوح أحجامها بين بعض الميكرونات وبعض السنتيمترات، يقاس وزن الماس بوحدة القيراط حيث يساوي القيراط 0.2 جرام، تسهم صلابة الماس العالية ومقاومته للأحماض ولونه المتلألئ في دخوله في العديد من الاستخدامات الصناعية مثل مواد القطع والحفر، بينما تستخدم الأنواع الأكبر نسبيا في صناعة المجوهرات ونظرا لندرته يتم الحصول على جزء كبير من الماس المستخدم في الصناعة بطريقة صناعية حيث تم تصنيع 600 طن في عام 2012، كما أن اكتشاف ألماس يعتبر من أصعب التخصصات العلمية إذ إذا تم العثور على موقع يحتوي على طن واحد من الصخور الصلبة الأولية ولكن يحتوي فقط على قيراط واحد من الماس، فإنه يعتبر منجم اقتصادي.