في ظل التقلبات الاقتصادية التي تمر بها الأسواق المالية المصرية جاءت بداية تعاملات يوم الإثنين 14 أكتوبر 2024 لتشكل نقطة تحول هامة في بورصة مصر، حيث شهدت البورصة نزيفًا ملحوظًا من المكاسب التي كانت قد حققتها في الأيام السابقة إذ بددت نحو 11 مليار جنيه من قيمتها السوقية في ساعات التعامل الأولى لهذا اليوم، هذا التحول السريع من المكاسب إلى الهبوط يعكس حجم التقلبات التي تتعرض لها أسواق المال مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التراجع المفاجئ وتأثيره على الاقتصاد المصري بشكل عام.
التقلبات في سوق الأوراق المالية
تعود التقلبات الكبيرة في الأسواق المالية إلى العديد من الأسباب التي قد تتداخل مع بعضها بما في ذلك التطورات السياسية والاقتصادية على المستوى المحلي والدولي، وفي حالة بورصة مصر يمكن رصد بعض الأسباب المحتملة التي أدت إلى هذا التراجع المفاجئ:
1. تأثيرات الأوضاع الاقتصادية العالمية
تلعب الأوضاع الاقتصادية العالمية دورًا كبيرًا في التأثير على حركة الأسواق المالية في مصر، في الآونة الأخيرة تأثرت الأسواق المصرية بجملة من القرارات الاقتصادية الدولية التي كان لها انعكاسات على أسعار الصرف واحتياطيات النقد الأجنبي وهو ما أثقل كاهل العديد من الشركات المدرجة في البورصة وجعل المستثمرين المحليين والدوليين يشعرون بالتردد.
2. التحديات الاقتصادية المحلية
تواجه مصر تحديات اقتصادية كبيرة من أبرزها التضخم وارتفاع الأسعار وهو ما ينعكس على الأداء الاقتصادي للعديد من القطاعات، تزايد الضغوط الاقتصادية على الأسر والشركات يؤدي إلى تراجع الإقبال على الاستثمار في سوق الأسهم ويعزز من حالة عدم اليقين التي تؤثر بشكل مباشر على ثقة المستثمرين في السوق.
3. تقلبات سعر الصرف
تعاني مصر من تقلبات مستمرة في سعر الجنيه مقابل الدولار الأمريكي وهو ما يساهم في خلق حالة من عدم الاستقرار في الأسواق المالية، فعندما تنخفض قيمة الجنيه، ينعكس ذلك سلبًا على الشركات التي تعتمد على الاستيراد أو التي لها تعاملات دولية ما يزيد من المخاوف بشأن الربحية المستقبلية لهذه الشركات.
4. غياب السيولة
رغم محاولات الحكومة المصرية في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية لا تزال السيولة في السوق المصري تواجه تحديات، ضعف السيولة يعني أن السوق لا يمتلك القدرة على التعافي السريع من الهبوط مما يساهم في زيادة حدة التقلبات السعرية.
تحليل قطاع الأسهم وأدائه في الأيام السابقة
قبل الهبوط الكبير الذي شهدته بورصة مصر يوم الإثنين كانت الأسواق قد حققت مكاسب ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، لكن وكما هو الحال في العديد من الأسواق العالمية كانت هذه المكاسب غير مستدامة على المدى الطويل بسبب الضغوط الاقتصادية العالمية والمحلية التي تؤثر على الأسواق.
من بين القطاعات التي شهدت أداءً قويًا قبل الهبوط كان قطاع البنوك والطاقة من أبرز القطاعات التي استفادت من زيادة الطلب على الأسهم، إلا أن الشركات التي تعتمد بشكل أساسي على الاستيراد أو التي تعاني من تراجع القوة الشرائية في السوق المصري مثل شركات السلع الاستهلاكية تعرضت لضغوط مالية مما أثر على قيمتها السوقية بشكل كبير.