الفراق بجميع أشكاله مؤلم لكن الطلاق يعتبر من أصعب أنواع الفراق فهو يعني انتهاء حياة مليئة بالذكريات، والانتقال من وجود شخص يشارك تفاصيل يومك إلى غياب قد يترك أثرا لا يمحى بسهولة وعلى الرغم من أن الطلاق قرار قد يأتي عن اقتناع، إلا أن آثاره النفسية لا تزول سريعا، كما يظهر في قصص بعض السعوديين الذين شاركوا تجربتهم حول الليلة الأولى بعد طلاقهم.
التجربه الأولى: ندم بعد الطلاق
يقول أبو نايف وهو رجل أربعيني إنه اتخذ قرار الطلاق بعد أربع سنوات من الزواج وهو في لحظة غضب ويضيف: “لم أكن أدرك حينها أن الطلاق سيفتح باب دوامة من الألم لا تزال مشاعري تنزف منها حتى اليوم” ويروي أبو نايف أنه كان يعاني من تدخل أهل زوجته في تفاصيل حياتهم، مما سبب له ضغوطا نفسية كبيرة ويستذكر لحظات خاصة مع زوجته السابقة قائلا: “رغم الخلافات كانت عبير تحن علي وتهتم بي وأتذكر حين مرضت في سفر لم تنم طوال الليل وظلت بجانبي تبكي وتراقب حرارتي” واليوم يعيش أبو نايف بندم شديد متمنيا لو عاد به الزمن ليتصرف بنضج أكبر “أدركت الآن أن كل البيوت تمر بخلافات لكن الطلاق كان أقسى مما تصورت.”
التجربة الثانية: لقاء مؤلم بعد الطلاق
محمد عبد الرحمن شاب في الثلاثينيات عاش تجربة مختلفة فقد طلق زوجته بعد ثلاث سنوات من الزواج، ولهما ابن صغير يدعى عبودي ويقول: “في البداية كنت مقتنعا بالطلاق لكن الأمور تغيرت بعد رؤيتها مع زوجها الجديد في السوق” يروي محمد عن هذه اللحظة المؤثرة: “رآني ابني فجاء مسرعا وقال لي: ‘يا بابا تعال اجلس عند ماما’ لم أتمالك نفسي وخرجت من السوق منهارا” ومحمد يعترف بأنه لم يكن ليتخذ قرار الطلاق لو علم أنها ستتزوج غيره، ويقول: “كنت سأتركها معلقة إلى أن تهدأ الأمور.”
وتظهر هذه التجارب أن الطلاق ليس مجرد قرار ينهي علاقة زوجية، بل هو رحلة من المشاعر المختلطة بين الندم والاشتياق فالفراق يترك جروحا في النفس قد لا تلتئم بسهولة، خصوصا حين تذكرك تفاصيل الحياة اليومية بالشخص الذي كنت تظن أنك قادر على نسيانه.