في قصة مثيرة ورائعة تأسر الخيال تم الكشف عن اكتشاف ضخم يعتبر من أبرز الاكتشافات في تاريخ البحث عن الكنوز، في عام 1998، أصبح المواطن الأمريكي طومسون معروفًا بلقب “صائد الكنوز” بعد أن تمكن من العثور على كنز غير مسبوق في قاع المحيط الأطلسي، هذا الكنز الذي يزن ما يقارب ثلاث أطنان من الذهب عيار 24 كان مدفونًا لعدة عقود داخل حطام سفينة غارقة، لكن رغم النجاح الكبير الذي حققه طومسون فإن رحلته لم تخل من الجدل والمشاكل القانونية مما يطرح تساؤلات عميقة حول ملكية الكنوز المدفونة وحقوق المكتشفين.
تفاصيل الاكتشاف
القصة تبدأ في عام 1857 عندما غرقت السفينة إس إس سنترال أمريكا في المحيط الأطلسي جراء إعصار ضخم، السفينة كانت في طريقها من نيويورك إلى مدينة تشارلستون محملة بشحنة ضخمة من الذهب والفضة التي كانت في الأساس ملكًا للولايات المتحدة. كانت تلك الشحنة تشمل ما يعادل اليوم مليارات الدولارات من الذهب بالإضافة إلى قطع نادرة من المعادن الثمينة.
ورغم محاولات عديدة للعثور على حطام السفينة على مر السنين لم تتمكن الفرق المتعاقبة من الوصول إليها، ولكن في عام 1998 قاد طومسون رحلة استكشافية على متن سفينة مجهزة بأحدث تقنيات البحث تحت الماء ليتمكن من تحديد موقع الحطام، وباستخدام أدوات متطورة من جهاز sonar وأجهزة غطس عميقة تمكن من الوصول إلى السفينة المفقودة وكشف عن كنز ضخم يقدر وزنه بحوالى 3 أطنان من الذهب الخالص.
التحديات القانونية
على الرغم من أن طومسون قد أذهل الجميع باكتشافه فقد واجه العديد من المشاكل القانونية التي أضرت بشهرته بل وأدت إلى دخوله السجن في وقت لاحق، بعد العثور على الكنز بدأ طومسون في عملية استخراج الذهب لكنه أخفى التفاصيل عن الجهات الرسمية والمستثمرين الذين مولوا رحلته، في البداية كانت السلطات تأمل أن يتم التعاون مع طومسون في الكشف الكامل عن مكان الذهب وكيفية توزيعه لكن الطومسون رفض الإفصاح عن موقع الكنز بدعوى أنه يعتبره “حقًا شخصيًا”.
اتهامات الخداع
ما أثار الجدل أكثر هو أن طومسون طلب مساعدة 160 مستثمرًا من أجل تمويل البحث وأوهمهم بأنه سوف يقوم بتقاسم الكنز معهم، ومع ذلك اتهمته السلطات الأمريكية بإخفاء المعلومات وعدم الوفاء بالاتفاقات المبدئية مما دفعهم لتقديمه للمحاكمة حيث تمت إدانته وسجنه في ولاية أوهايو الأمريكية بتهمة “إخفاء الكنوز”، وحتى بعد قضاء عقوبته ما زال يرفض الكشف عن التفاصيل حول الموقع الدقيق للكنز مما جعله محط أنظار وسائل الإعلام.
غموض موقع الكنز
التقرير الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست في السنوات الأخيرة ألقى الضوء على أن طومسون لم يكشف حتى الآن عن موقع الذهب بشكل كامل، ورغم أنه قد قام بالكشف عن جزء كبير من الكنز، إلا أن الجزء الأكبر من الذهب المدفون في السفينة لا يزال لغزًا محيرًا، وتظل السلطات الأمريكية تؤكد على أن الكنوز التي تم العثور عليها هي ملك للدولة بسبب كونها جزءًا من ممتلكات أمريكية فقدت في حادث غرق تاريخي.
ويعتبر بعض الخبراء أن هذه القضية تعكس تساؤلات كبيرة حول ملكية الكنوز البحرية، هل من حق المكتشفين أن يحتفظوا بممتلكات بحرية دفينة أو يجب أن تكون ملكًا للدولة، ومن الجدير بالذكر أن 95% من المحيطات العالمية لم يتم استكشافها بعد مما يفتح المجال للعديد من الاكتشافات الأخرى التي قد تثير الجدل ذاته.