عايشين بالبركة .. اكتشاف مدينة كبيرة تحت الأرض بـ 250 متر يعيش سكانها بطريقة أذهلت العالم كله .. مش هتصدق بيعملوا إيه؟

تقع مدينة مطماطة في جنوب شرق تونس وهي مدينة ذات تاريخ طويل وحضارة غنية لا تزال تحتفظ بآثارها حتى اليوم، هذه المدينة ليست مثل أي مدينة أخرى فهي مدينة تحت الأرض حيث يسكن سكانها في منازل محفورة في الصخور الرملية، تجمع مطماطة بين جمال الطبيعة وعبق التاريخ فضلاً عن كونها مقصدًا سياحيًا فريدًا، تعد هذه المدينة التي سكنها الأمازيغ منذ العصور القديمة مكانًا سحريًا يمثل مزيجًا من الهندسة المعمارية التقليدية وتاريخ يعكس صمود البشر في مواجهة ظروف قاسية.

مطماطة

تتميز مدينة مطماطة ببيوتها التي حفرت في باطن الصخور الرملية حيث اختار سكانها القدماء هذا النوع من البناء لحماية أنفسهم من التهديدات الخارجية وتكيفًا مع الظروف المناخية القاسية، هذه المنازل تحت الأرض ليست مجرد مأوى بل تمثل أيضًا نموذجًا رائعًا للهندسة المعمارية الطبيعية التي تحافظ على درجات حرارة معتدلة داخلها طوال العام، في فصل الصيف تبقى هذه المنازل باردة بفضل دفء الأرض بينما تحافظ على حرارة مناسبة في الشتاء.

العيش تحت الأرض ليس مجرد وسيلة للبقاء في مطماطة بل جزء من هوية أهل المدينة الذين يعبرون عن ثقافة عميقة وجذور تاريخية تتجسد في طرق حياتهم اليومية بما في ذلك طريقة البناء ووسائل التنقل، يمكن للمسافر الوصول إلى هذه المدينة عبر سلالم تقود إلى الأسفل حيث تبرز تفاصيل الهندسة المعمارية الرائعة والتي جعلت منها وجهة سياحية مميزة.

المدينة القديمة والقبائل الأمازيغية

مدينة مطماطة تقع ضمن منطقة جبلية وهي جزء من ولاية قابس التونسية، وتتمتع هذه المدينة بتاريخ طويل يعود إلى العصور القديمة حيث سكنها الأمازيغ، الأمازيغ هم سكان شمال أفريقيا الأصليون الذين لديهم تقاليد عريقة وحضارة غنية وقد أثبتوا عبر الزمن قدرتهم على التكيف مع البيئة الصحراوية القاسية.

تاريخ المدينة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحاجة إلى الحماية والاختباء من القبائل الأخرى التي كانت تشكل تهديدًا مستمرًا، لذلك اختار أهل مطماطة حفر منازلهم تحت الأرض مما أتاح لهم الاختفاء وحماية أنفسهم حيث لم يكن بالإمكان رؤيتهم من الخارج.

الهندسة المعمارية الفريدة لمطماطة

تعتبر الهندسة المعمارية في مطماطة من أبرز معالم المدينة، كل منزل في المدينة يتخذ شكلاً دائريًا حيث تحتوي المنازل على ساحة رئيسية مزينة بالرسوم التقليدية، تتفرع من هذه الساحة غرف أخرى تتخذ اللون الطيني وتزين المدخل بطلاء أبيض، بالإضافة إلى ذلك يوجد عدد من الكهوف المحفورة حول المنازل والتي تستخدم لتخزين المؤن أو كغرف للنوم، ما يميز هذه المنازل هو أن السكان يتمكنون من التنقل بسهولة بينها عبر ممرات تحت الأرض، هذه الممرات تربط بين المنازل وتستخدم كطرق سرية بين العائلات.

هذه الهندسة المعمارية الفريدة تعد تحفة فنية حقيقية تعكس عبقرية الإنسان القديم في التكيف مع بيئته، هي بنية قوية ومستدامة تعمل على توفير أجواء مريحة وآمنة للسكان على مر العصور.