تعيش مصر في وقت عصيب على صعيد الاقتصاد لكن اكتشافات جديدة في مجال الطاقة قد تشكل نقطة تحول حقيقية تعيد رسم خريطة الاقتصاد الوطني، منذ الإعلان عن اكتشاف حقل غاز جديد في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتحديدًا في منطقة أبو قير تتزايد الآمال في أن يكون هذا الاكتشاف بداية عصر اقتصادي جديد لمصر مع احتمالات غير مسبوقة لزيادة الدخل اليومي للدولة بشكل ملموس، هذا الاكتشاف يمثل خطوة أخرى على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتوسيع نطاق الصادرات ما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستقرار المالي المطلوب.
حقل الغاز الجديد
أعلن رسمياً في الفترة الأخيرة عن اكتشاف حقل غاز جديد في منطقة البحر الأبيض المتوسط وهو الاكتشاف الذي يحمل إمكانيات ضخمة ويتوقع أن يبدأ إنتاجه مع نهاية شهر أغسطس الحالي، وفقًا للتقارير يجرى حاليًا الانتهاء من حفر البئر الاستكشافي “NAQBI EAST” والذي أظهر وجود طبقتين غنيتين بالنفط والغاز، وهذا الاكتشاف يعزز قدرة مصر على تلبية احتياجاتها المحلية المتزايدة من الغاز ويمنحها فرصة كبيرة لتعزيز صادراتها بشكل ملحوظ.
منطقة أبو قير التي يقع فيها الحقل تعد من أكثر المناطق غزارة بالموارد الطبيعية في مصر، فقد أظهرت الدراسات أنه تم حفر 4 آبار جديدة في هذه المنطقة وربطها بالبنية التحتية البحرية مما ساعد على رفع الإنتاج الحالي إلى حوالي 65 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا بالإضافة إلى 1250 برميل من المكثفات يوميًا، وهذا الإنتاج يوفر فرصة هائلة لمصر لتصبح أكثر استقلالية في مجال الطاقة وتحقق مكاسب اقتصادية ضخمة.
الإنتاج المحلي ومعدل الاستهلاك المتزايد
تشير البيانات إلى أن إنتاج مصر اليومي من النفط والغاز خلال العام المالي 2022/2023 تجاوز 1.73 مليون برميل مكافئ، وقد ساهم هذا الإنتاج في تحقيق فائض كبير من الغاز الطبيعي الذي يمكن تصديره إلى الأسواق العالمية حيث بلغت صادرات الغاز الطبيعي المصرية حوالي 2.5 مليار دولار في العام الماضي فقط.
القطاع النفطي المصري شهد طفرة في السنوات الأخيرة خاصة بعد جذب الاستثمارات الأجنبية في مشاريع استكشاف وإنتاج النفط. إجمالي الاستثمارات التي تم جذبها في هذا القطاع منذ عام 2014 وحتى ديسمبر 2023 بلغ نحو تريليون و455 مليون جنيه مما يشير إلى اهتمام الشركات العالمية بالتوسع في مصر وتقديم تقنيات جديدة تساهم في زيادة الإنتاج.
فرص الاستفادة الاقتصادية والتوسع في السوق العالمي
أحد الجوانب الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف هو القدرة على تصدير الغاز المصري إلى أسواق عالمية، فمع زيادة الإنتاج المحلي وتوسيع نطاق الحقول المكتشفة يصبح لدى مصر القدرة على تقليل وارداتها من الغاز وتلبية الطلب المحلي المتزايد بينما تعزز صادراتها إلى الأسواق الدولية.
التكنولوجيا والاستثمار في البنية التحتية
تعد التكنولوجيا الحديثة أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في تحقيق هذه الاكتشافات، فمع تطبيق تقنيات الحفر العميق والبيانات السيزمية المتقدمة أصبح من الممكن استكشاف طبقات الغاز والنفط بدقة أكبر، هذه التكنولوجيا تعزز من قدرة مصر على الكشف عن الحقول الجديدة وتحليل مواردها بشكل أكثر كفاءة.