أعلن دولة الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس الـ 17 من أكتوبر، رسميا، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس يحيي السنوار، والذي كان يمثل الخطر الأكبر على إسرائيل وكان قائد ومهندس الهجوم في السابع من أكتوبر 2023.
من هو يحيى السنوار؟
ويحيي السنوار هو رئيس الجناح السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في قطاع غزة، عاد إلى من جديد إلى الصورة بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، حيث ذكرت تقارير أنه العقل المدبري للهجوم التاريخي على الأراضي المحتلة.
وحسب بي بي سي، حاول آلاف الجنود الإسرائيليين العثور على يحيي السنوار، الذي أصبح أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل، التي هددت باغتياله، محملة إياه المسئولية عن الهجوم.
24 عاما في السجن
وكان السنوار قد يتم يوم الـ 29 من شهر أكتوبر الجاري عامه الـ 63، حيث ولد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، قضى منها في السجون الإسرائيلية 24 عاما هي معظم سنوات شبابه، وينحدر السنوار من عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان، قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948، و ترعرع في مخيم خان يونس الذي ما لبث أن وقع أيضاً تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967.
وتلقى يحيي السنوار تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي، ويحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وتم القبض على السنوار في عام 1982، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر بتهمة الانخراط في “أنشطة تخريبية”، وبحلول عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما في السجن.
كيف خدع السنوار إسرائيل؟
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن يحيي السنوار أثناء وجوده في السجن، استغل برنامجًا جامعيًا عبر الإنترنت وقرأ الأخبار الإسرائيلية بشغف، كما ترجم عشرات الآلاف من الصفحات من السير الذاتية المكتوبة باللغة العبرية والمهربة والتي كتبها رؤساء جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي السابقون، إلى اللغة العربية.
ويوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، فهو من أعضاء حركة “حماس” الأوائل، وساهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ (مجد)، وكانت نقطة التحول في مساره ، عندما تفاوضت إسرائيل على صفقة لتبادل الفلسطينيين المعتقلين لديها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس عام 2011.
وقتها، استعانت إسرائيل بالسنوار كمحاور، حيث كان مسموحا له بالتحدث إلى قياديّي حماس الذين أرادوا استبدال أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل شاليط، واعترضت دولة الاحتلال على عدد من الأسماء التي اقترحتها حماس، ولم يكن السنوار من بين هؤلاء المعترَض عليهم. وبالفعل في 2011، أُطلق سراح السنوار و أصبح قياديا في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس.
واستفاد القائد الراحل يحيي السنوار من معرفته بالسجون الإسرائيلية، التي حصل عليها خلال السنوات الطويلة التي قضاها في زواياها، مما أعطاه نفوذا بين القيادات العسكرية في حماس.