في الحياة، تحدث أحيانا مواقف استثنائية تغير مسار حياة الأفراد وتفتح آفاقا جديدة للمعرفة، إحدى هذه المواقف الفريدة تمثلت في حادثة اكتشاف طلاب من مدرسة ميلفيل هاوس في اسكتلندا مجموعة من القطع الأثرية المصرية القديمة، هذه الحادثة الغريبة تميزت بكونها تلقي الضوء على الصدفة التي تؤدي إلى الكشف عن جزء مهم من التراث الإنساني
حادثة اكتشاف طلاب من مدرسة ميلفيل هاوس
في عام 1952، كان منزل ميلفيل يستضيف مدرسة دالهوزين خلال نشاط في البستنة، حينما عثر أحد الطلاب على شيء بدا في البداية كأنه بطاطا، لكنه سرعان ما اكتشف أنه رأس تمثال مصري قديم، بعد الفحص، تبين أن التمثال مصنوع من الحجر الرملي ويرجع إلى الأسرة الفرعونية الثانية عشرة في مصر القديمة، أثار هذا الاكتشاف اهتماما واسعا وسلسلة من الأبحاث الأثرية التي قادت إلى المزيد من الاكتشافات في نفس الموقع، يعتبر هذا الاكتشاف من الحوادث النادرة التي تكشف عن أهمية الصدف في تسليط الضوء على التراث الثقافي الغني للبشرية
اكتشاف رأس التمثال
ولكن لم تكن هذه هي النهاية، ففي عام 1966، وفي موقف لا يقل غرابة عن الأول، وخلال حصة التربية البدنية، اكتشف طلاب آخرون تمثالا صغيرا من البرونز لثور أبيس، وهو رمز ديني يعود للعصور المتأخرة أو العصر البطلمي، المفارقة هنا أن نفس المعلم الذي أشرف على اكتشاف رأس التمثال في عام 1952 كان هو نفسه المسؤول عن هذه الحصة، هذا يعزز الطابع الفريد للصدف في هذه القصة، حيث تمكن الطلاب، مرة أخرى، من العثور على كنز أثري له قيمة تاريخية كبيرة
يعتقد أن هذه القطع الأثرية ترتبط بألكسندر لورد بالغوني، الذي زار مصر في عام 1856 وربما نقل بعض هذه القطع إلى اسكتلندا، تمثل هذه القطع دليلا على التفاعل بين الثقافات القديمة والحديثة، وتروي قصة انتقالها من مصر إلى الأراضي الاسكتلندية
تعد هذه الحوادث الفريدة تذكيرا بأن التاريخ لا يزال مليئا بالأسرار التي تنتظر من يكتشفها، سواء كان ذلك من خلال البحث المنهجي أو عبر صدف الحياة غير المتوقعة