في ظاهرة غريبة، رصد العلماء انتقال 200 صخرة مريخية إلى كوكب الأرض، حيث تأتي هذه الصخور نتيجة ارتطامات قوية تحدث على سطح المريخ عندما تقع مثل هذه الارتطامات، تُقذف الصخور إلى الفضاء بسرعة كافية لتتحرر من جاذبية المريخ، لتدخل بعدها في مدارات حول الشمس، وبعضها يسقط في نهاية المطاف على الأرض.
فريق من الباحثين في جامعة ألبرتا تتبع أصل هذه النيازك، وتحديدًا إلى فوهات الارتطام في منطقتين بركانيتين على المريخ تُعرفان باسم ثارسيس وإليسيوم وفي تصريح له، قال كريس هير، أمين مجموعات النيازك في الجامعة: “هذه النيازك هي نتيجة لأحداث نشطة بركانيًا على المريخ، وعلينا أن نفهم خصائصها الجيولوجية”.
تشير الأدلة إلى أن المركبة الفضائية فايكنغ التابعة لوكالة ناسا تمكنت من تحليل الغازات الموجودة في هذه الصخور، مما ساعد في تأكيد مصدرها المريخي على الرغم من التقدم، لا يزال العلماء يواجهون صعوبات في تحديد مصادر البلورات المريخية بشكل دقيق وتشير الأبحاث إلى أن التقنية المستخدمة، المعروفة بالتحليل الطيفي، تتأثر بعوامل عدة مثل التضاريس المتنوعة والغطاء الغباري، مما قد يعيق النتائج.
ومع ذلك، فإن معرفة مصادر هذه النيازك يعد خطوة مهمة نحو فهم التاريخ الجيولوجي للمريخ. كل نيزك يحمل في طياته دلائل على العمليات الطبيعية التي شهدها الكوكب الأحمر عبر العصور كما أن هذه الأبحاث تفتح آفاقًا جديدة لدراسة الإمكانيات البيئية للكوكب، مما يعزز من فرص البحث عن حياة سابقة أو حاضرة على سطحه.
إن استكشاف هذه الصخور يمكن أن يوفر معلومات قيمة حول الظروف التي سادت على المريخ، ويعزز الفهم العلمي للتغيرات المناخية والجيوفيزيائية التي شهدها الكوكب تعد هذه النتائج مهمة ليس فقط للعلماء، بل لكل من يسعى إلى فهم المزيد عن الكون وأسراره.