بناءً على اهتمام الدولة بتوفير الرعاية الشاملة للأطفال الأكثر احتياجًا، أصدرت وزارة التضامن الاجتماعي قرارًا بصرف “معاش الطفل” للمرة الأولى في تاريخ مصر، ويستهدف هذا القرار فئات معينة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا ويستحقون الرعاية والدعم.
معاش الطفل
يُصرف “معاش الطفل”، الذي بدأ العمل به في يناير الجاري، لفئات محددة من الأطفال المستحقين للرعاية، مثل الأيتام، ومجهولي الأب أو الأبوين، والأطفال المقيمين في مؤسسات الرعاية، وأولئك الذين فقدوا أحد والديهم بسبب الزواج أو السجن أو الوفاة، بالإضافة إلى أطفال المسجونين لمدة لا تقل عن 3 سنوات. يأتي هذا القرار في إطار حماية الأطفال وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
يقدم معاش الطفل دعمًا شهريًا قدره 350 جنيهًا لكل طفل، بحد أقصى ثلاثة أطفال في الأسرة الواحدة. وبالتالي، إذا استوفت الأسرة الشروط المحددة من وزارة التضامن، فإن قيمة المعاش قد تصل إلى 700 جنيه للأسرة التي لديها طفلان، و1050 جنيهًا للأسرة التي تضم ثلاثة أطفال.
تقديم الحماية الاجتماعية لأكثر من 5 ملايين طفل
تقدم الحماية الاجتماعية لملايين الأطفال في مصر، حيث أظهر تقرير من وزارة التضامن الاجتماعي أن عدد الأطفال المستفيدين من برنامجي “تكافل وكرامة” يبلغ 5.6 مليون طفل وطفلة، منهم 340 ألفًا من ذوي الإعاقة، بتكلفة سنوية تصل إلى 6.9 مليار جنيه. يحصل كل طفل تحت مظلة هذا البرنامج على دعم شهري وفقًا للفئة العمرية، بدءًا من المرحلة الابتدائية حتى التعليم الجامعي، بالإضافة إلى المساعدات التي تتلقاها الأسرة.
يأتي قرار وزارة التضامن الاجتماعي في إطار اهتمام القيادة السياسية بتوفير الرعاية الشاملة للأطفال وتقديم المساعدات النقدية للأسر الفقيرة والأكثر احتياجًا. يتم ذلك من خلال استهداف الأسر التي تعاني من مؤشرات اقتصادية واجتماعية منخفضة تمنعها من تلبية احتياجاتها الأساسية وضمان حقوق أطفالها الصحية والتعليمية.
وقد أشاد خبراء علم الاجتماع بقرار صرف معاش الطفل بقيمة 350 جنيهًا لكل طفل، معتبرين أنه يمثل خطوة غير مسبوقة في الاهتمام بالأطفال ذوي الدخل المحدود. ويعزى الفضل في ذلك إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يولي اهتمامًا خاصًا لاحتياجات المواطنين ويعزز حقوق الأطفال.
حماية الأطفال من التشرد
يعتبر صرف معاش الطفل خطوة إيجابية من الدولة، كما يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع. تهدف هذه المبادرة إلى توفير الرعاية الكاملة للأطفال المستحقين والفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع، مما يعكس رغبة القيادة السياسية في تحسين الوضع الاجتماعي للأطفال، خاصة في الأسر الفقيرة.
التعليم شرط للحصول على معاش الطفل
يساهم قرار صرف معاش الطفل في حماية الأطفال من التشرد والحد من عمالة الأطفال، حيث يشجع الأسر الفقيرة على تعليم أطفالهم. يشير الدكتور صادق إلى أن الأسر كانت تضطر إلى تسريب أطفالها من التعليم لإجبارهم على العمل لكسب قوت يومهم، مما يؤثر سلبًا على مستقبلهم. لذا، يشترط الحصول على المعاش ضرورة التعليم، مما يسهم في محو أمية الأطفال وضمان مستقبل أفضل لهم.