«العالم في حالة ذهول»… اكتشاف روائع فنية تحت طبقات من فضلات الطيور في معبد إدفو بمصر

تمكنت فرق من المرممين المصريين والألمان من الكشف عن لوحات فنية وزخارف ذهبية مذهلة في معبد إدفو بمصر، بعد أن كانت محجوبة لآلاف السنين تحت طبقات من الغبار وفضلات الطيور والسخام، وذلك وفقًا لتقرير نشرته فوكس نيوز.

ترميم يُعيد إحياء الفن الديني المصري القديم

تظهر الأعمال الفنية المكتشفة تفاصيل مدهشة عن الفن الديني المصري القديم، حيث تتألق الألوان الزاهية والصور المذهبة، مما يسلط الضوء على التراث الفني الغني للمعبد يقع معبد إدفو، المخصص للإله حورس، على الضفة الغربية لنهر النيل، وقد بُني بين عامي 237 و57 قبل الميلاد خلال حكم الأسرة البطلمية.

مشروع الترميم الرائد

بدأت عملية الترميم في عام 2016 تحت إشراف وزارة السياحة والآثار المصرية، بالتعاون مع جامعة فورتسبورغ الألمانية وشهدت جهود المرممين إزالة طبقات الأوساخ، لتظهر نقوش ولوحات محفوظة بعناية وقد اعتبرت مديرة المشروع، فيكتوريا ألتمان-فيندلينج، أن هذا الترميم يمثل اكتشافًا نادرًا في الحفاظ على المعابد المصرية.

دور الزخارف الذهبية

أحد الاكتشافات البارزة كان وجود زخارف مصنوعة من أوراق الذهب، التي زينت الجدران العلوية للمعبد وقد أشارت ألتمان-فيندلينج إلى أن هذه الزخارف الذهبية، على الرغم من ندرتها في المعابد بسبب هشاشتها، تعكس فنونًا قديمة مذهلة وذكرت أن “تذهيب التماثيل لم يكن مجرد عملية زخرفية، بل كان يهدف إلى تجسيد الآلهة وتعزيز الهالة الروحية للمكان”.

في مصر القديمة، ارتبط الذهب بالآلهة، إذ وُصِف لحم الآلهة في النصوص بأنه مصنوع من الذهب كما ساهمت أشعة الشمس المنعكسة على زخارف الذهب في خلق أجواء لامعة وخارقة، مما زاد من التجربة الروحية للزوار.

تُعتبر هذه الاكتشافات مثالاً حيًا على الجهود المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لمصر ومن المؤكد أن هذه الأعمال الفنية ستثري فهمنا للديانة والفن في مصر القديمة، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث والدراسة في هذا المجال.