تمكنت بعثة أثرية من العثور على بقايا متحجرة لحوت جديد يُدعى Tutcetus rayanensis في منطقة الفيوم، التي كانت تغمرها مياه المحيط القديم في فترات سابقة يتميز هذا النوع الصغير من الحيتان بطول لا يتجاوز ثمانية أقدام ووزن يقدر بنحو 400 رطل، مما يجعله مختلفًا تمامًا عن أقاربه الأكبر حجمًا مثل Basilosaurus cetoides، الذي قد يصل طوله إلى 60 قدمًا.
يمثل اكتشاف Tutcetus فصلاً جديدًا في فهم تطور الحيتانيات البدائية فقد ظهرت الحيتان لأول مرة كثدييات صغيرة الحجم تعيش على اليابسة منذ ما بين 47 و56 مليون سنة، قبل أن تتحول تدريجياً إلى مخلوقات مائية بالكامل يُعتبر Tutcetus أصغر عضو معروف في عائلة Basilosauridae المنقرضة، والتي تشمل مجموعة من الحيتان المبكرة التي تكيفت مع الحياة البحرية.
تأثير المناخ على تطور الحيتان
يشير الباحثون إلى أن حجم Tutcetus الصغير قد يكون نتاجًا لتغيرات مناخية حدثت خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة المعروفة باسم الحد الأقصى الحراري Lutetian، والتي وقعت قبل حوالي 42 مليون سنة في تلك الفترات الدافئة، تميل الحيوانات إلى تقليل حجم أجسامها بسبب محدودية موارد الغذاء، وهو ما تدعمه الأدلة الأحفورية من تلك الحقبة.
وأوضح أعضاء الفريق الذي اكتشف الأحفورة أن “هذا الاكتشاف يوفر رؤى فريدة حول كيفية تكيف الحيتان مع الظروف البيئية المتغيرة، خاصة من حيث حجم الجسم” ويدل الحجم الصغير للحوت، بالإضافة إلى المناخ الدافئ في عصره، على أنه كان جزءًا من اتجاه تطوري بين الأنواع البحرية خلال فترات الضغط البيئي.
يعد اكتشاف Tutcetus rayanensis إنجازًا مهمًا في مجال علم الحفريات بمصر، ويُبرز الخبرة المتزايدة لمجتمع العلماء في هذا المجال، إضافة إلى التراث الأحفوري الغني للمنطقة يعكس هذا الاكتشاف المتميز جهود فريق من العلماء المصريين ويُضاف إلى قائمة الاكتشافات الأحفورية الرئيسية التي تسلط الضوء على تاريخ مصر القديم.