بعد 41 عام من اكتشافه أقامت أستراليا اليوم الجمعة احتفال وداعي رمزي لأكبر منجم للماس الوردي في العالم، وقد أعلنت شركة “ريو تينتو” الشركة الكبرى في مجال التعدين الإنجليزية الأسترالية يوم الثلاثاء أن أكبر منجم للماس الوردي في العالم قد أغلق أبوابه في أستراليا بعد استنفاد جميع احتياطياته من هذه الأحجار الكريمة.
منجم أرجيل هو بالفعل واحد من أشهر مناجم الماس في العالم وخاصة الماس الوردي، يقع في المنطقة الغربية من كمبرلي في أستراليا وقد بدأ تشغيله في عام 1983 بعد اكتشافه في 1979، الماس الوردي الذي يستخرج منه يعتبر من أندر الأنواع وأكثرها قيمة مما يجعله محط اهتمام كبير في سوق المجوهرات، استمر المنجم في العمل لعدة عقود ولكنه أغلق أبوابه في عام 2020 بعد نفاذ الاحتياطيات، يعتبر إرثه في عالم الماس مستمر، حيث لا تزال المجوهرات المصنوعة من الماس الوردي تحظى بشعبية كبيرة.
منذ افتتاحه أنتج منجم أرجيل أكثر من 865 مليون قيراط من الماس الخام مع نسبة صغيرة من الماس الوردي الذي يعتبر من أندر الأحجار الكريمة، حفل الوداع الذي أقيم بمناسبة إغلاق المنجم كان علامة على انتهاء فترة طويلة من الإنتاج والاستثمار حيث استمر العمل فيه لمدة 37 عام، توقعت شركة “ريو تينتو” أن عملية تفكيك المنجم وإيقاف تشغيله تستغرق حوالي خمس سنوات مما يدل على حجم وتعقيد العمليات المرتبطة بإغلاق مثل هذا المنجم الكبير إرث أرجيل سيظل محفور في صناعة الماس حيث يستمر الطلب على الماس الوردي في الازدياد رغم انتهاء الإنتاج.
تصريحات أندرو ولسون حول بدء فصل جديد بعد إغلاق المنجم تشير إلى أهمية إعادة تأهيل الأرض وهو جزء حيوي من المسؤولية البيئية والاجتماعية للشركة، أما بالنسبة لتصريحات سينايد كوف فإن الزيادة الكبيرة في قيمة الماس الأحمر بنسبة 500% خلال العشرين عام الماضية تعكس الطلب المتزايد على الأحجار النادرة مما يعزز مكانتها في سوق المجوهرات، هذه الديناميات في السوق تشير إلى أهمية استدامة الموارد وضرورة تطوير استراتيجيات للحفاظ على البيئة والمجتمعات المحلية بعد انتهاء فترة استخراج المعادن.
بالفعل الأسعار المرتفعة للماس الأحمر والوردي التي قد تصل إلى ثلاثة ملايين دولار للقيراط الواحد تعكس ندرة هذه الأحجار وطلب السوق المتزايد عليها، مع إغلاق منجم أرجيل الذي كان مصدر رئيسي الماس الوردي يتوقع العديد من تجار المجوهرات أن يؤدي ذلك إلى زيادة أسعار الماس بشكل عام، نظرا لتقلص العرض في السوق هذه الديناميكية تعزز قيمة الماس النادر وتؤكد على أهميته كاستثمار.