تجلت عظمة ابداعات حضارة الفراعنة في قلب الصحراء المصرية، ولمع اسم “معبد أبوسمبل” باعتباره واحدًا من ضمن أبرز الشواهد التاريخية، وانفرد هذا المعبد بوجود سر غامض به يكشف مدى العبقرية والتفرد الذي كان عند الفراعنة في علمي الفلك والهندسة، ففي حدث سنوي جذاب تُصبح الشمس عمودية على وجه احد الملوك.
ظاهرة فلكية فريدة من نوعها
شهد معبد أبو سمبل ظاهرة فريدة من نوعها حيث تم ملاحظة استقامة أشعة الشمس بشكل مباشر على وجه تمثال “الملك رمسيس الثاني” في مشهد مذهل جذاب للعين، ولم يحدث ذلك مرة واحدة بل يتكرر كل عام، ونظرًا لما كان يملكه المصريون القدماء من عبقرية في الفلك والهندسة تمكنوا من تحديد موعد حدوث الظاهرة وهو:
- 22 فبراير: حيث يأتي هذا التاريخ أثناء بفترة الفيضانات والزراعة داخل مصر القديمة.
- 22 أكتوبر: وهو متعلق بمرحلة الحصاد.
السر وراء يومين حدوث ظاهرة التعامد
تم تقدير السر خلف حدوث ظاهرة استقامة الشمس بمدى الاحترافية الهندسية وأيضًا الفلكية التي لجأ إليها المصريون القدماء من أجل تشييد المعبد، والذي صُمم بطريقة تسمح بدخول أشعة الشمس إلى ممر المعبد الأمامي ومن ثم الوصول حتى قدس الأقداس في 22 من شهر فبراير وأكتوبر حتى تكون مُسلطة مباشرة على وجه الملك “رمسيس الثاني”.
الكشف عن أعجوبة النيل “معبد أبو سمبل”
بحلول القرن 19 وتحديدًا في عام 1813 تم اكتشاف “معبد أبوسمبل” وذلك خلال أداء الرحالة السويسري “يوهان لودفيج بوركهارت” على مجموعة من التماثيل الكبيرة والتي ظهرت بين الرمال، وبعد ذلك خرج العلماء في رحلات استكشافية عديدة حتى توصلوا إلى أن مجمع المعابد الضخم هذا والذي يرجع عمره إلى آلاف السنين، وتم إجراء مجموعة من عمليات الترميم الشاقة حتى خرج للعالم هذا المعبد الفريد.
قصص خرافية حول تعامد الشمس
ارتبطت هذه الظاهرة بمجموعة من التفسيرات الدينية العميقة لدى المصريون القدماء، حيث تم ارتباطها بـ:
- إله الشمس: باعتباره المنبع الرئيسي للضوء والنور، فكان استقامة اشعة الشمس على تمثال الملك بمثابة مباركة الإله للحاكم ومنحه القوة والحكمة لحكم البلاد.
- كانوا يتخذونها برهانًا على استمرار دورة الحياة والموت والعيش من جديد، وأقاموا احتفالات بهذه الظاهرة تجسيدًا لفقرة الإيمان بالآلهة.
هذه الظاهرة فرصة ذهبية لتنشيط السياحة
كان حدوث هذه الظاهرتين مرتين أثر كبير في تحسين القطاع السياحي داخل مصر، وذلك لعدة أسباب وهي:
- استقطاب السياح: كان السياح يأتون من مختلف دول العالم لمشاهدة هذه الظاهرة التي تعد بمثابة إعجاز هندسي مستمر منذ آلاف السنوات.
- التعريف بمصر: باعتبارها واجهة سياحية عالمية، حيث قامت وسائل إعلام مختلفة بالترويج لهذا الحدث.
- تعزيز السياحة داخل أسوان: حققت محافظة أسوان بشكل خاص استفادة بالغة من هذه الظاهرة حيث زاد أعداد السياح بداخلها بشكل ملحوظ وكان لذلك تأثيرًا إيجابيًا على رفع مستوى الاقتصاد المحلي.
- إبراز القيمة الأثرية: أكدت ظاهرة التعامد على عظمة حضارة مصر وهذا جذب السياح لزيارة مختلف المعالم التاريخية بها.
- اختلاف المنتج السياحي: كان لهذه الظاهرة دور في جذب فئات مختلفة من السياح لبيع منتجات سياحية متنوعة.