تستعد كل من دولتي مصر وليبيا للمنافسة على اكتشاف أكبر حقل غاز في البحر المتوسط، بل وفي العالم، مما سيعمل على جذب العديد من الشركات العالمية وتأمين جزء من الطلب العالمي على الوقود، ومن المقرر أن تقوم ليبيا بإطلاق جولة عطاءات للتنقيب عن النفط والغاز في العديد من مناطق الاستكشاف؛ من بينها عدد من المناطق القريبة من الحدود البحرية المصرية.
عمليات تنقيب في حوض هيرودوت
هذا ويعتبر حوض هيرودوت واحداً من بين أكثر المواقع ترشيحا لعمليات التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، ويعد هيرودوت موقع اكتشاف غاز ضخم يتقاسمه عدد من الدول المطلة على البحر المتوسط والتي من بينها بالطبع مصر.
النفط والغاز في ليبيا
هذا ومن المتوقع أن تقوم ليبيا بإطلاق جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز قبل نهاية 2024، وذلك بعد توقّف دام لأكثر من 16 عامًا، نتيجة الاضطرابات السياسية والأمنية التي عانتها البلاد، ومن المقرر أن تشمل جولة المزايدة على مناطق التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا مناطق بحرية وبرية.
هذا وتستهدف ليبيا من أعمال الحفر البحري تصدير الغاز إلى أوروبا، حيث قد تنتج المنطقة ج أكثر من حقل ظُهر المصري وفقًا للدراسات الجيولوجية والزلزالية التي أجريت هناك، كما تهدف ليبيا إلى تطوير اكتشاف النفط والغاز بالتعاون مع شركتي إيني الإيطالية وبي بي البريطانية، للبدء في عمليات الإنتاج من حقل غاز في البحر المتوسط الذي يُعتقد أنه أكبر من حقل ظهر الضخم في مصر.
وصرح رئيس شركة إيني الإيطالية أنه تم التوصل إلى كميات كبيرة من النفط والغاز في الحقل المكتشف، الأمر الذي شجّع الشركة على تنفيذ عدد من المشروعات الجديدة في ليبيا؛ بما يتوافق مع تركيز إيطاليا على دول شمال أفريقيا، لتأمين احتياجاتها من النفط والغاز.
منافسة ليبيا مع مصر على حقل هيرودوت
وقد أظهرت ليبيا خططها في التنافس مع مصر من أجل تطوير احتياطيات الغاز الضخمة في أحواض شرق المتوسط والتي يأتي في مقدمتها حوض هيرودوت، الذي يعتقد أنه يحتوي على كميات من الغاز غير المكتشفة، تُقدَّر بنحو 122 تريليون قدم مكعبة، وصرح المهندس وائل حامد عبدالمعطي، خبير أوبك، أن اكتشاف الغاز في ليبيا الذي قامت شركة إيني باكتشافه في نهاية عام 2022 يقع في حوض هيرودوت، وتصل كمية الغاز الغير مكتشفة فيه حتى الآن مثل تلك الموجودة في حوض ليفانت، الذي شهد كل الاكتشافات الأخيرة مثل حقلي ليفياثان وتمار الإسرائيليين، وجزء منه في حقل ظهر المصري، وأفروديت القبرصي، ويمتد هيرودوت على مساحة 113 ألف كيلومتر مربع أسفل المياه الاقتصادية الخالصة لكل من مصر، وليبيا، وقبرص، واليونان، وتحاول مصر التنقيب عن النفط والغاز في الجزء الواقع بمياهها الاقتصادية.