الكنيسة تحتفل بالذكرى الـ12 لتجليس البابا تواضروس الثاني: كيف انتقل من عالم الصيدلة إلى كرسي مارمرقس الرسول؟

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 18 نوفمبر المقبل بالذكرى الـ12 لتجليس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. يعتبر هذا الحدث تتويجًا لمسيرة حافلة من العطاء والتفاني، حيث انتقل قداسته من عالم الصيدلة إلى قيادة الكنيسة. سنستعرض في هذا المقال تفاصيل هذه الرحلة المميزة.

البداية التعليمية

بدأت رحلة البابا تواضروس الثاني التعليمية بمسار أكاديمي في مجال الصيدلة. حصل على شهادة بكالوريوس في علوم الصيدلة عام 1975. من خلال هذه الدراسة، كان لديه حلم منذ صغره أن يصبح صيدليًا، حيث اعتبر الصيدلي “شخصًا يريح الناس”. وكان ذلك حلمًا متجذرًا في قلبه بسبب تجربة عائلية تتعلق بوالده الذي كان يحتاج إلى الأدوية، مما جعله يشعر بأهمية الدور الذي يلعبه الصيدلي في حياة الآخرين.

بعد حصوله على بكالوريوس الصيدلة، حصل البابا تواضروس على منحة لدراسة دبلومة الصيدلة الصناعية من جامعة الإسكندرية في عام 1979. هذه الفترة كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية له في عالم الأدوية.

التحول إلى اللاهوت

البابا تواضروس اثناء وجودة في الصيدلة

لم يكن حلمه في الصيدلة هو النهاية، بل كان بداية لمزيد من الإنجازات. حصل البابا تواضروس على شهادة اللاهوت من كلية اللاهوت بالإسكندرية عام 1983، مما يدل على اهتمامه العميق بالجانب الروحي والديني.

تجربة العمل والخدمة

قبل أن يتجه إلى الرهبنة، عمل البابا تواضروس في أحد مصانع الأدوية بوزارة الصحة، حيث ارتقى إلى منصب المدير بعد عشرة أعوام من العمل الدؤوب. كانت هذه التجربة عملية جدًا، وأعطته فهمًا عميقًا لأهمية جودة الأدوية ورعايتها.

تحصيل العلم والتطور الشخصي

تلقى قداسته العديد من الشهادات والدورات التدريبية، منها زمالة الصحة العالمية عام 1985 لدراسة مراقبة الجودة في تصنيع الأدوية من مستشفى تشارشل في أكسفورد. أيضًا، درس علم الإدارة الكنسية في معهد هاجاي بسنغافورة عام 1999، مما أضاف له المزيد من المعرفة والمهارات الضرورية لإدارة الكنيسة.

الأثر التعليمي والخطابات

لم يقتصر دور البابا تواضروس الثاني على إدارة الكنيسة فقط، بل قام بإلقاء عدة محاضرات في الجامعات حول العالم، مثل كندا والسويد وأمريكا. حيث ساهمت محاضراته في تعزيز العلاقات الثقافية وتعليم الأجيال الجديدة عن أهمية القيم الروحية.

حياته الروحية

في عام 2012، تم تجليس البابا تواضروس الثاني بطريركًا للكنيسة القبطية، حيث واصل مسيرته في خدمة الشعب ورفع الروح المعنوية للمؤمنين. إن قداسته يجسد القيم الإنسانية، ويعمل على تعزيز السلام الاجتماعي والمحبة بين جميع أفراد المجتمع.

ختامًا، إن البابا تواضروس الثاني يمثل نموذجًا ملهمًا للجميع، حيث يجمع بين العلم والروحانية، مما يعكس صورة مشرقة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وتستمر ذكراه الـ12 في تسليط الضوء على أهمية العطاء والإخلاص في خدمة الآخرين.