مشاكل النسيان تعد من أبرز القضايا التي يعاني منها الكثير من الأفراد من جميع الفئات العمرية، حيث تتعدد أسباب هذه الظاهرة، من بينها الضغوطات النفسية والعصبية، حيث تؤدي إلى تأثيرات سلبية على قدرة الدماغ على التركيز وتكوين الذكريات بشكل فعال، ويصبح العقل غير قادر على الاستفادة من فترات الراحة المطلوبة لتثبيت المعلومات والمهارات المكتسبة حديثا، مما يؤدي إلى صعوبة في استرجاع الذكريات لاحقًا. هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى هذه المشكلة، مثل كثرة تصفح الإنترنت أو الانشغال المستمر بالمكالمات الهاتفية، ما يمنع الدماغ من العمل بكفاءة بعيدا عن المشتتات.
فوائد أخذ وقت للراحة لتحسين الذاكرة
كان عالم النفس الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلزكر أول من وثق أهمية فترات الاسترخاء في تحسين الذاكرة، وذلك في عام 1900، وقد قاما بإجراء سلسلة من التجارب التي أظهرت تأثير فترات الراحة على تثبيت الذكريات، وفي إحدى هذه التجارب، طُلب من المشاركين حفظ قائمة من الكلمات التي لا معنى لها، ثم قسموا إلى مجموعتين:
- المجموعة الأولى: استلمت القائمة الثانية من الكلمات بدون أخذ أي فترة راحة.
- المجموعة الثانية: أتيحت لها فترة راحة لمدة ست دقائق قبل أن تتلقى القائمة الثانية من الكلمات.
نتائج التجربة
أظهرت النتائج أن المشاركين الذين أخذوا فترة راحة تذكروا حوالي 50% من الكلمات، بينما تذكر المشاركون الذين لم يحصلوا على راحة 27% فقط، هذه النتائج تؤكد أهمية إعطاء الدماغ وقتا كافيا للاستراحة من أجل تعزيز القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها لاحقا.
أهمية فترات الراحة لتقوية الذاكرة
تعتبر فترات الاستراحة ضرورية لتحسين وظائف الدماغ المختلفة، ومن أبرز فوائدها:
- تثبيت الذكريات: تساعد فترات الراحة على تعزيز قدرة الدماغ على تحويل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، ما يساهم في سهولة استرجاعها.
- تقليل الإجهاد العقلي: أخذ فترات من الراحة يساعد على تخفيف الضغوط النفسية والعصبية، مما يعزز من كفاءة الدماغ في أداء وظائفه.
- تحسين التركيز: يساعد توفير وقت للاستراحة في تعزيز القدرة على التركيز عند العودة للعمل أو الدراسة، حيث يكون العقل أكثر استعدادا لاستيعاب المعلومات الجديدة.
- زيادة الإنتاجية: تساهم فترات الاستراحة في تجنب الإرهاق العقلي، مما يعزز الإنتاجية ويحسن الأداء في الأنشطة اليومية.