في خطوة جريئة ومثيرة تستمر مصر في تعزيز مكانتها كمركز إقليمي رئيسي في مجال الطاقة والموارد الطبيعية، فقد شهدت البلاد في الآونة الأخيرة سلسلة من الاكتشافات التي تعد بمثابة محطات مفصلية في الاقتصاد المصري سواء في قطاع الطاقة أو السياحة الأثرية، من اكتشافات النفط والغاز في الصحراء الغربية إلى النقوش الأثرية التي ظهرت تحت مياه نهر النيل تسعى مصر لتوسيع حضورها في السوقين الإقليمي والعالمي.
اكتشافات النفط والغاز
في مقدمة هذه الاكتشافات البارزة التي أثارت اهتمام العالم تبرز تلك التي أعلنت عنها شركة “الفرعونية للبترول” تحت إشراف المهندس حسام زكي، حيث أجريت دراسات جيولوجية متقدمة في منطقة “أنوال” بمحيط شرق وغرب أتول وجاءت النتائج مفاجئة فقد كشف العلماء عن فرص غير مسبوقة لاستخراج كميات ضخمة من النفط والغاز، هذه الاكتشافات تؤكد أن مصر تمتلك احتياطيات استراتيجية تعزز مكانتها على خريطة الطاقة العالمية مما يفتح أبوابًا اقتصادية واسعة للبلاد.
وفي إطار هذا التقدم أعلنت وزارة البترول المصرية عن اكتشافات جديدة في منطقة “غرب فيوبس-1” داخل الصحراء الغربية، تشير التقارير الأولية إلى أن البئر الجديد يمكن أن ينتج حوالي 7165 برميلًا من الزيت يوميًا بالإضافة إلى 23 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، هذه الأرقام تعكس حجم الاحتياطيات الكبيرة في هذه المنطقة مما يجعلها أحد الأهداف الاستراتيجية للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.
من جانب آخر تسعى الحكومة المصرية لتحقيق أعلى مستويات الإنتاج من الغاز الطبيعي بحلول عام 2025،وذلك من خلال تعاونها مع شركات عالمية متخصصة في استخراج الطاقة ما يساهم في وضع مصر على رأس قائمة الدول المنتجة للغاز في المنطقة، إن هذه الاكتشافات تجعل من مصر مركزًا إقليميًا متقدمًا لتصدير الغاز الطبيعي المسال ويعزز قدرتها على التوسع في أسواق الطاقة العالمية.
مناقصات دولية لتعزيز الاستكشافات
في إطار سعيها لتعزيز مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة أعلنت مصر عن إطلاق مناقصات دولية لاستكشاف واستغلال حقول النفط والغاز في البحر المتوسط ودلتا النيل، وتشمل هذه المناقصة 12 كتلة 10 منها تقع في البحر واثنتان على الشاطئ، هذه المناقصة تمثل فرصة ذهبية للمستثمرين الدوليين والمحليين على حد سواء وتستهدف تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج الغاز الطبيعي خلال السنوات القادمة.
هذه الخطوة الاستراتيجية من مصر تأتي في وقت حساس للغاية على مستوى الاقتصاد العالمي حيث يتوقع أن يتزايد الطلب على الغاز الطبيعي في السنوات المقبلة، وبالنظر إلى النمو الصناعي والاقتصادي المتسارع في دول آسيوية وأوروبية تعتبر مصر بموقعها الجغرافي الممتاز نقطة وصل مثالية لتصدير الغاز إلى هذه الأسواق المتعطشة للطاقة، وبذلك تسهم مصر في الاستجابة لهذا الطلب المتزايد ما يعزز من قدرتها على جذب استثمارات ضخمة في قطاع الطاقة.
تأثير الاكتشافات على الاقتصاد المصري والعالمي
إن هذه الاكتشافات الهامة تشكل حجر الزاوية لعدة استراتيجيات اقتصادية مصرية طموحة، فمن ناحية تعزز اكتشافات النفط والغاز من قدرة مصر على التوسع في سوق الطاقة العالمية وتساهم في تحسين العوائد الاقتصادية من صادرات الغاز الطبيعي، ومن ناحية أخرى فإن الاكتشافات الأثرية تضع مصر في موقع متقدم على خارطة السياحة العالمية مما يفتح أبوابًا جديدة لزيادة الإيرادات من هذا القطاع المهم.