تُعد الأراضي المشاعة من أبرز أنواع الأراضي الزراعية التي انتشرت في فترات تاريخية مختلفة، حيث لا تنتمي ملكيتها لفرد معين، بل لجماعة من السكان أو القرية، وقد ساد هذا النوع من الأراضي في العديد من الدول وخاصةً فلسطين وبلاد الشام، وتعود ملكيته إلى أهالي القرية أو المجتمع المحلي بأكمله.
ما هي الأراضي المشاعة؟
الأراضي المشاعة هي أراضٍ تُملك بصورة جماعية من قبل سكان القرية أو مجموعة من الأفراد، بحيث يتمتع كل فرد بنصيبه في هذه الأرض ويزرعها بالطريقة التي يراها مناسبة، وقد كان هذا النوع من الأراضي شائعًا في العهد العثماني، حيث أطلق على الأرض المشاعة اسم “أرض الشيوع”، والتي تعد مثالًا على الملكية العامة المشتركة التي تعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع.
مفهوم الشيوع وحقوق الملكية المشتركة
ينشأ مفهوم الشيوع من حالة قانونية تخص الحقوق العينية، حيث تمتلك جماعة معينة الأرض دون أن تكون ملكية فردية خاصة لأي شخص بعينه، ويمتد هذا الحق ليشمل حقوق الانتفاع والارتفاق، حيث أن قطعة الأرض في الشيوع لا تقتصر فقط على الملكية الفردية، بل تظل ملكًا مشتركًا لجميع المعنيين بها، وتجدر الإشارة إلى أن الأراضي الشائعة قد تكون موثقة في صك، ويمكن أيضًا أن تكون غير موثقة بصكوك ملكية.
أنواع الأراضي المشاعة
تتنوع الأراضي المشاعة لتشمل عدة أنواع، منها:
المشاع الصغير: ويشمل أراضي القرى، حيث يتم توزيع الأرض الزراعية بين سكان القرية الصغيرة.
المشاع الكبير: ويشمل الأراضي الزراعية الكبرى التي تتسع لزراعة محاصيل متعددة.
المشاع المشترك: يجمع بين النوعين الصغير والكبير ويتيح لجميع أفراد المجتمع استخدام الأرض بصورة عادلة.
تعتبر الأراضي المشاعة جزءًا من تاريخ الزراعة في بلاد الشام وفلسطين، حيث يتقاسم جميع الأفراد الأرض بما يسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي.