مطماطة هي مدينة تقع في الجنوب الشرقي من تونس حيث يعيش سكانها تحت الأرض في منازل محفورة في الصخور الرملية، يتنقل الناس بينها عبر ممرات تحت الأرض وسبل الوصول إلى الحياة داخلها تتم فقط عبر السلالم، وبفضل غرابتها وفرادتها، أصبحت المدينة وجهة مفضلة للسياح.
تتميز هذه المدينة التي تسكنها أغلبية أمازيغية بطبيعتها الجبلية ومناخها القاسي إنها مدينة قديمة تقع في محافظة قابس، ويطلق عليها الأمازيغ اسم “أثوب” الذي يعني أرض السعادة والهناء قام الأجداد بحفر منازل تحت الأرض للاختباء من أعدائهم من القبائل الأخرى وكذلك للتكيف مع الظروف المناخية، حيث توفر هذه المنازل الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف.
كل شيء في هذه المدينة يقع في حفر عميقة تحت سطح الأرض حيث تأخذ كل حفرة أو منزل شكل دائرة وتحتوي على ساحة رئيسية مزينة برسومات، تتفرع من هذه الساحة حفر أخرى تمثل الغرف المتبقية في المنزل والتي تتمتع بلون الطين مع إضافة طلاء أبيض على المداخل، كما توجد كهوف منحوتة حول تلك الحفر تستخدم كغرف نوم أو أماكن لتخزين المؤن تربط بين هذه الكهوف ممرات تحت الأرض تسهل تنقل العائلات، بالإضافة إلى وجود سلالم للصعود إلى السطح أو النزول إلى المنازل، حيث يتم إزالتها في حال وجود أي خطر.
لا يزال سكان هذه المنازل متمسكين بالعادات والتقاليد في ملابسهم و أطعمتهم التونسية التقليدية، كما يتميزون بحسن الضيافة حيث يفتحون أبواب منازلهم للزوار الذين يرغبون في التعرف على أسلوب حياتهم ومشاهدة حياتهم اليومية وهندسة منازلهم المعمارية دون أي تكلفة، مما جعل هذه المدينة وجهة رئيسية للسياح القادمين إلى تونس.
ساعد فيلم “حرب النجوم” الذي تم تصوير جزء كبير منه في منازل مدينة مطماطة الغريبة عام 1970 في زيادة شهرة المدينة عالميا حيث بدت هذه البيوت وكأنها كوكب فضائي خيالي لذلك ستكون زيارة مطماطة تجربة فريدة لكل زائر إذ سيتمكن من استكشاف معالم غير مألوفة والتعرف على التراث والتقاليد والعادات التونسية، فضلا عن عيش أجواء الحياة القديمة والبسيطة بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن الزائر من الاستمتاع بأوقات رائعة في فندق تحت الأرض بعيد عن ضجيج وصخب المدن الكبيرة.