يعد الدعم بكافة أشكاله سواء “نقدي أو عيني” من أدوات الحماية الاجتماعية التي تلجأ إليها الدولة لتحسين مستوى المعيشة ومساعدة الأسر الأكثر احتياجًا على توفير الاحتياجات الأساسية من السلع والخدمات، مشيرة إلى أن الدعم النقدي هو عبارة عن مبالغ نقدية مباشرة للأسر الأكثر احتياجا دون تقديم سلع معينة.
خطوة لتحسين الاقتصاد
ويعتبر التحول إلى نظام الدعم النقدي خطوة مهمة نحو تحسين الإدارة الاقتصادية في مصر، حيث يوفر العديد من المميزات مقارنة بالدعم العيني في إعطاء مرونة وحرية أكثر للمواطن لشراء سلع متنوعة والحصول على خدمات أساسية أيضا وتقليل الهدر والفساد في منظومة الدعم العيني الحالي.
ويساعد أيضًا في القضاء على فكرة وجود أكثر من سعر للسلعة مما يضمن القضاء على التلاعب بالسلع التموينية وتعزيز القدرة الشرائية للأفراد مما يسهم في تعظيم الاستهلاك المحلي وبالتالي دفع عجلة الاقتصاد الكلي، ويؤدي إلى وصول الدعم إلى مستحقيه بكفاءة وفاعلية أكبر عن طريق الاستهداف الدقيق.
وأكد وزير التموين والتجارة الداخلية، شريف فاروق، أن الظروف الراهنة والتحديات التي يشهدها العالم تتطلب اتخاذ إجراءات للحفاظ على استقرار البلاد وتأمين الاحتياجات من السلع الأساسية خاصة السلع التموينية والخبز.
وزير التموين أمام النواب
أمام الجلسة العامة لمجلس النواب، استعرض وزير التموين جهود الوزارة في تطوير منظومة الدعم من خلال تطبيق آليات فعالة لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
وقال “فاروق”: “ملف الدعم خلال إقرار الموازنة العامة للدولة بمجلس النواب شهد تخوفات من ارتفاع نسبة الفاقد بسبب تطبيق الدعم العيني، الأمر الذي دعانا إلى إعادة النظر في صياغة منظومة دعم السلع التموينية والخبز لتحقيق أقصى استفادة للمواطن، وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه تماشيا مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، لذا عقدنا العزم على دراسة التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي أو الدعم النقدي المشروط وهو الملف المطروح عليكم وعلى مائدة الحوار الوطني وصولًا إلى ما فيه صالح المواطن”.
صعوبات الدعم العيني
تعد هذه الخطوة هامة لكافة المواطنين لأن السلع المدعومة لا تصل إلى المستفيدين بالكامل، ويواجه الدعم العيني صعوبات كثيرة فهو أكثر عرضة للفساد، لتسرب السلع المدعومة إلى السوق السوداء أو استخدامها بشكل غير قانوني، مما يعد هدرًا كبيرًا للموارد، على الجانب الآخر يقلل الدعم النقدي من هذه الفرص وتضمن وصول المساعدات إلى المستفيدين، من خلال توفير الأموال مباشرة للأفراد.
مميزات الدعم النقدي
التحول إلى الدعم النقدي يساعد في زيادة الشفافية في النظام، حيث يمكن تتبع الأموال بشكل أفضل وضمان وصولها إلى الأشخاص المستحقين لها، وهذا يعزز مساءلة الحكومة ويساعد على بناء ثقة المواطنين في النظام الاقتصادي، عندما يحصل الأفراد على الدعم النقدي بدلًا من السلع، فإن لديهم قدرة أكبر على اتخاذ قرارات اقتصادية مصممة خصيصًا لتناسب احتياجاتهم الحقيقية وهو ما يمكن أن يساعد في تحسين مستوى المعيشة والرفاهية الاقتصادية للأسر.
يساعد الدعم النقدي في توجيه المساعدات بشكل أكثر إنصافًا، حيث يمكن للأسر الأكثر احتياجًا استخدام المساعدات بأي طريقة تناسبها، سواء كانت طعامًا أو سكنًا أو خدمات صحية.
من مميزات الدعم النقدي أيضًا أنه يحافظ على موارد الدولة من خلال تقليل الهدر ومحاربة الفساد وتعزيز الشفافية ويمكن لهذا النظام أن يساعد في تحسين الإدارة الاقتصادية في مصر ومع ذلك، يجب تنفيذ هذا التحول بعناية لضمان عدم تأثر الفئات الضعيفة والحفاظ على العدالة الاجتماعية.
المساعدات النقدية تساعد على زيادة كفاءة تخصيص الموارد الحكومية، حيث يتم توجيه المساعدات بشكل أكثر دقة وكفاءة، ويساهم الدعم النقدي في تعزيز الاستقرار المالي للدولة، حيث يتم تخفيف الأعباء المالية المرتبطة بتوزيع السلع العينية.
الموارد المخصصة للدعم العيني
بعد التحويل للدعم النقدي، يمكن للحكومة إعادة تخصيص الموارد المخصصة للدعم العيني لتحسين جودة الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات، وبالتالي تعزيز كفاءة الإنفاق العام.