مع تقدم العلم والاكتشافات الحديثة تظل الطبيعة مليئة بالعجائب التي تتحدى فهمنا التقليدي، في هذا السياق أدهش العلماء مؤخرًا باكتشاف حيوان غير عادي قادر على البقاء دون تنفس لمدة تصل إلى ستة أيام ودون طعام لمدة عام كامل، هذا الكائن المعروف باسم “هينيغويا سالمينيكولا” يعكس جوانب جديدة من الحياة على الأرض ويطرح تساؤلات عن إمكانية وجود كائنات أخرى تتحدى المعايير البيولوجية المعروفة.
من هو “هينيغويا سالمينيكولا”
“هينيغويا سالمينيكولا” هو طفيلي صغير يتكون من عشر خلايا. يعيش في أنسجة سمك السلمون، وبدلاً من الاعتماد على الأكسجين يفتقر هذا الكائن إلى الحمض النووي للميتوكوندريا وهو العنصر الأساسي المسؤول عن تحويل الأكسجين إلى طاقة في الكائنات الحية، هذا الاكتشاف الذي نشر في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم يسلط الضوء على إمكانيات جديدة لفهم الحياة والطبيعة.
وفقًا لستيفن أتكينسون الباحث الذي شارك في هذا الاكتشاف فإن الكائن يعتمد على امتصاص الجزيئات والمواد الغذائية من سمك السلمون بدلاً من استهلاك الأكسجين، يظهر هذا الاكتشاف أن الحياة يمكن أن تستمر بطرق لم نكن نتوقعها ويشير إلى إمكانية وجود أنواع أخرى من الكائنات التي تعيش بدون أكسجين.
كيف يمكن أن تعيش الكائنات دون أكسجين
تتطلب معظم أشكال الحياة المعروفة الأكسجين للبقاء على قيد الحياة حيث يستخدم في عمليات الأيض لإنتاج الطاقة، ومع ذلك فإن “هينيغويا سالمينيكولا” يمثل استثناءً مثيرًا مما يطرح سؤالًا حول الكيفية التي يمكن أن تعيش بها الكائنات دون الحاجة للأكسجين.
الباحثون افترضوا أن هذا الكائن يستمد طاقته من تحلل المواد العضوية المتاحة في بيئته وهو مفهوم مشابه لما تقوم به بعض الكائنات الدقيقة التي تعيش في بيئات قاسية، يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لفهم كيفية تكييف الكائنات مع بيئات غير مألوفة مما يدفع العلماء إلى البحث عن المزيد من الكائنات التي قد تمتلك قدرات مماثلة.
أهمية الاكتشافات الحديثة
تسلط هذه الاكتشافات الضوء على أهمية البحث في التنوع البيولوجي للأرض، فبينما نعتبر أنفسنا المخلوقات الأكثر تطورًا تظهر هذه الكائنات الصغيرة أن الطبيعة لا تزال تحمل أسرارًا كبيرة، كما تشجع هذه الاكتشافات العلماء على مواصلة استكشاف البيئات غير المعروفة مثل أعماق المحيطات أو المناطق القاسية حيث قد توجد كائنات غير مكتشفة بعد.