في عالم الطب الحديث، تتزايد الابتكارات الطبية بشكل مستمر، لكن هناك دواء واحد يبرز بشكل خاص ليس فقط بسبب فعاليته، ولكن أيضا بسبب سعره الفلكي الذي يصل إلى 10 مليون دولار، هذا الدواء يمثل قمة التطور العلمي، ويثير العديد من التساؤلات حول قيمته، وفوائده، وتأثيره على صناعة الأدوية.
ما هو هذا الدواء؟
الدواء الأغلى في العالم هو “زولجينسما” (Zolgensma)، وهو علاج جيني يستخدم لعلاج ضمور العضلات الشوكي (SMA)، وهو مرض وراثي نادر يؤثر على قوة العضلات والحركة، ويتمثل الهدف من هذا العلاج في تصحيح العيب الجيني المسؤول عن المرض، مما يسمح للمرضى بتحقيق حياة طبيعية أكثر.
كيف يعمل زولجينسما؟
يعمل زولجينسما من خلال إدخال نسخة صحيحة من الجين المفقود أو المعطل، مما يساعد على إنتاج بروتين “SMN” الضروري لوظيفة الأعصاب السليمة، ويتم إعطاء هذا العلاج على شكل حقنة واحدة، مما يجعله فريدا مقارنة بالعديد من العلاجات الأخرى التي تتطلب تناول أدوية على مدى فترة طويلة.
لماذا سعره مرتفع؟
يعتبر سعر زولجينسما مرتفعا للغاية لعدة أسباب منها:
- أولا، عملية تطوير الأدوية الجينية معقدة وتتطلب استثمارات ضخمة في الأبحاث والتجارب السريرية.
- ثانيا، يستهدف الدواء شريحة صغيرة من المرضى، مما يجعل تكاليف الإنتاج لكل جرعة مرتفعة، وأخيرا، يتطلب الأمر متطلبات تنظيمية صارمة لضمان سلامة وفعالية العلاج.
ردود الفعل على سعر الدواء
أثار سعر زولجينسما جدلا واسعا في الأوساط الطبية والاجتماعية، بينما يعتبر البعض أن تكلفة العلاج تعكس قيمته الطبية المحتملة، يعتبر آخرون أن السعر المرتفع يمكن أن يكون عقبة أمام المرضى الذين يحتاجون إليه، ويتطلب الأمر من الحكومات وشركات التأمين مراجعة السياسات لضمان وصول المرضى إلى العلاجات الضرورية.
زولجينسما يمثل قفزة هائلة في عالم الطب الحديث، حيث يسلط الضوء على التقدم العلمي الكبير في معالجة الأمراض الوراثية، ومع ذلك، يبقى السؤال حول كيفية توفير هذه العلاجات للمرضى الذين يحتاجون إليها دون أن يكون السعر عائقا، وإن فهم تحديات صناعة الأدوية وأسعارها هو أمر ضروري لضمان مستقبل صحي لجميع الأفراد