“هتدفن الفقر في سابع أرض”… مواطن عربي ينجح في تحويل زيت الزيتون إلى سائل يدر الذهب ويدخل عالم الثراء من أوسع أبوابه.. “معجزة بمعني الكلمة “

تُعد الدول العربية من أبرز منتجي الزيتون وزيت الزيتون في العالم، حيث تتمتع هذه المنطقة بإنتاج أنواع عالية الجودة من الزيتون وتتصدر تونس وسوريا والجزائر قائمة الدول العربية المصدّرة للزيتون وزيت الزيتون، وأصبحت منتجاتها تلقى إقبالاً عالميًا وتقديرًا متزايدًا في مسابقات دولية، مما يؤكد على جودة الإنتاج العربي والتزامه بمعايير عالية.

تجربة مزارع جزائري في إنتاج زيت الزيتون الطبيعي

من الأمثلة الرائدة في هذا المجال، تجربة المزارع الجزائري حكيم عليلاش، الذي نجح في إنتاج زيت زيتون عالي الجودة يتبع طرقاً صديقة للبيئة في زراعة الزيتون، ما أكسبه شهرة وجوائز عالمية ويُعتبر عليلاش نموذجاً لرجل استثمر خبرته وشغفه في إنشاء بستان زيتون طبيعي على بعد 230 كيلومترًا جنوب العاصمة الجزائرية، حيث نجح في تحويل منطقة عين وسارة إلى أرض خصبة لإنتاج الزيتون وزيت الزيتون العضوي.

في بستانه الذي يمتد على مساحة 40 هكتاراً، زرع حكيم ما يزيد على 15 ألف شجرة زيتون وقد بدأت معظم هذه الأشجار بالإنتاج، مما شجعه على دخول مجال عصر الزيتون منذ ثلاث سنوات، ونجح في توفير منتج عضوي يراعي البيئة.

جوائز دولية وإشادة بالمنتج الجزائري

في مايو 2021، حقق عليلاش إنجازًا كبيرًا بفوزه بالميدالية الفضية في مسابقة زيت الزيتون العالمية في اليابان، متفوقًا على العديد من المنتجات العالمية كما حاز على جائزة دبي الدولية لزيت الزيتون البيولوجي في فئة “الحصاد المبكر، البكر الممتاز”، ما أكد على تميز زيت الزيتون الجزائري في جودة الطعم والنقاء.

يصف عليلاش زيت الزيتون الذي ينتجه بأنه “إكسير حقيقي”، ويعتبر أن الجوائز التي حاز عليها دليل على جودة منتجه ودقة جهوده، مما يحفزه للاستمرار في هذا المجال.

طريقة الإنتاج وأهميتها للحفاظ على الجودة

ينتهج عليلاش أسلوب الحصاد المبكر للحفاظ على الخصائص الغذائية للزيتون، خاصة مضادات الأكسدة الطبيعية التي تساهم في تعزيز القيمة الغذائية لزيت الزيتون. يتم قطف الزيتون يدويًا ونقله إلى المعصرة حيث يُعصر في نفس اليوم، ما يساعد في منع التأكسد والحفاظ على النكهة.

إلا أن هذا الأسلوب، رغم مميزاته الصحية، يؤدي إلى انخفاض كمية الزيت المستخرج من الزيتون مقارنة بالحصاد المتأخر. فعند الحصاد المبكر، ينتج الزيتون حوالي ثمانية لترات من الزيت لكل مائة كيلوغرام، بينما تزداد الكمية عند نضج الزيتون إلى 18 لتراً من الزيت لكل قنطار.

الحفاظ على بيئة الإنتاج ومعايير الجودة

يتبع عليلاش معايير صارمة لضمان جودة زيت الزيتون، حيث يخلو إنتاجه من أي مواد كيميائية ويعتمد على الري بالتنقيط، مما يعزز الاستدامة يتميز زيت “ذهبية”، الذي سُمّي تيمنًا بوالدته وزوجته، بدرجة حموضة منخفضة جدًا، حيث بلغت نسبتها 0.16%، وهو ما يقل كثيرًا عن الحد الأقصى المسموح به للزيت البكر الممتاز (0.8%).

يؤكد عليلاش أنه لا يتبع الطرق التقليدية في الجزائر التي تتسبب في تغير نكهة الزيت، إذ يحرص على غسل الزيتون فور قطفه وعصره بسرعة لتجنب أي تغييرات في الطعم.

تحديات المناخ والآمال المستقبلية

رغم النجاح الكبير، يواجه عليلاش تحديات ناجمة عن التغير المناخي، خاصة عواصف البَرَد التي تهدد محصول الزيتون، حيث يمكن لعاصفة قصيرة أن تدمر جزءاً كبيراً من الأشجار وتؤثر على إنتاج الزيتون لسنوات.

في النهاية، يُعرب حكيم عليلاش عن طموحه في أن يصبح زيت الزيتون الجزائري علامة تجارية مميزة على مستوى العالم، حيث يسعى للحصول على شهادة الزراعة البيولوجية لتعزيز مصداقية منتجه العضوي في الأسواق الأوروبية.