رائحة التاريخ تنبعث من حولك، بينما يتلألأ بريق الماضي أمام عينيك، وأنت تستعرض بشغف عملات مصر القديمة على أرصفة وسط البلد لفت انتباهي بائع العملات المعدنية، الذي يعبر عن حبه للتراث المصري وعندما تحدثنا مع مجدي عطية، البالغ من العمر 38 عاماً، وهو بائع العملات القديمة، قال “هذه المهنة تعشقها فقط الأرواح المبدعة وهواة جمع العملات القديمة.”
تتجسد ذكريات الحب ووفاء الملك فؤاد لعم إدريس، الذي كان يعمل بستانياً في حديقة الأمير في أحد الأيام، حلم إدريس بأن فؤاد سيصبح ملكاً، فبادر إلى إبلاغه بهذا الحلم ومع مرور الوقت، تحقق الحلم وأصبح الأمير فؤاد سلطانا على مصر.
في إحدى زياراته لقصر الزعفران، وجد إدريس جالساً يصلي، فجلس بجانبه حتى أنهى صلاته، ثم قال له “انهض يا إدريس بك” استغرب إدريس من هذا اللقب، لكن فؤاد كرر العبارة وأخبره أنه حقق حلمه، وأن صورته ستظهر على أول جنيه تصدره حكومته
وبالفعل، وفى 8 يوليو 1928، أصدرت الحكومة جنيه إدريس الفلاح، الذي عرف لاحقاً بـ “جنيه عم إدريس”، في تجسيد رائع للوفاء والعلاقة بين الملك ورجال الشعب.
وأضاف قائلاً “من بين أنواع العملات التي أبيعها هو جنيه عم إدريس، والذي يتراوح سعره بين 3 آلاف و30 ألف جنيه مصري، حسب حالة العملة أحرص على شرح تاريخ كل عملة وقصة سكّها لكل المعجبين، حتى وإن كانوا مجرد زوار.”
وأشار إلى أن أغلى عملة في مجموعته هي “جنيه الجملين”، الذي يمكن أن يصل سعره إلى 380 ألف جنيه مصري بشرط أن يكون في حالة ممتازة وأوضح أن القيمة المالية للعملة تتناقص كلما انخفضت جودتها، مشيراً إلى أنه شيء نادر الوجود، حيث بيعت آخر مرة في لندن.
كما كشف عطية عن العديد من عمليات النصب التي تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الادعاءات بأن الخمس قروش الورقية تباع بمبلغ 50 ألف جنيه.
ويشير مجدي إلى أن أسعار العملات القديمة لا تحدد بثبات، بل تخضع لقوانين العرض والطلب، بالإضافة إلى ندرة العملة أو كثرة المعروض منها، وكذلك تعتمد على حالة العملة نفسها.