في كل يوم يتناول ملايين الأشخاص في العالم أطعمة قد تحتوي على مواد سامة وخطيرة دون أن يدركوا المخاطر التي تهددهم وعائلاتهم، ومن بين هذه المخاطر حبة الغلة التي يجهل الكثيرون تأثيراتها السامة والقاتلة في الوقت الذي يعتمد فيه العديد من الناس على هذه الحبة كمبيد حشري لحماية محاصيلهم، يجب علينا أن نتساءل: ماذا لو كانت هذه الممارسات تشكل تهديد لحياتنا؟
حبة الغلة
حبوب الغلة التي يروج لها العديد من المزارعين وأصحاب المتاجر الزراعية كوسيلة سريعة وآمنة لحماية المحاصيل من التعفن والحشرات تحتوي على مادة “فوسفيد الألمنيوم”، وهذه المادة الكيميائية تعتبر من المبيدات الحشرية الضارة وتستخدم بشكل أساسي لحفظ المحاصيل من الآفات، وعلى الرغم من فعاليتها في القضاء على الحشرات إلا أن تأثيرها على صحة الإنسان يمكن أن يكون مدمرا.
آلية تأثير حبة الغلة على الجسم
عندما يتم تناول هذه الحبة عن طريق الخطأ أو التعرض لها بأي شكل تبدأ بإطلاق غاز الفوسفين السام في المعدة، وهذا الغاز يتسبب في تدمير الأنسجة داخل المعدة والأمعاء، ويؤدي إلى تسمم تدريجي قد يكون مميتا في بعض الحالات، والأعراض التي تظهر على الأشخاص الذين تعرضوا لهذه السموم قد تكون غير واضحة في البداية مما يجعلها تشبه “القاتل الصامت”.
التسمم “الصامت” وحالات الوفاة غير المتوقعة
تعتبر حبة الغلة إحدى أخطر السموم التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية، ويطلق عليها الأطباء اسم “القاتل الصامت” بسبب غياب الأعراض العاجلة أو الواضحة للتسمم وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يتناولونها عن غير قصد غالبا ما يبقون في حالة من الإنكار أو عدم الوعي بالمخاطر التي تحيط بهم، وحتى عندما تبدأ الأعراض في الظهور، تكون غالبا خفيفة أو غير محددة بشكل واضح مما يؤدي إلى تأخير العلاج الطبي الضروري.
الخطورة تكمن في الاستخدام غير السليم
على الرغم من تحذيرات المتخصصين في التغذية والأطباء إلا أن العديد من الأشخاص في مناطق معينة ما زالوا يستخدمون حبة الغلة دون وعي بالمخاطر المرتبطة بها، ويعتقد البعض أن رش هذه الحبة على المواد الغذائية يساعد في حماية المحاصيل من الحشرات لكن هذا الاعتقاد غير صحيح تماما، وعندما لا تتخذ احتياطات السلامة اللازمة فإن هذه السموم قد تنتقل إلى الطعام مما يعرض صحة الأفراد للخطر.